في سياق تقديم “الميثاق من أجل تجارة خارجية في خدمة النمو والتشغيل”، الذي عُرض خلال جلسة عامة انعقدت بتاريخ 28 ماي 2025، لفت الانتباه غياب مداخلة رئيس الكونفدرالية المغربية للمصدرين، التي كانت مبرمجة ضمن فقرات اللقاء، وفق ما أفادت به مصادر مهنية.
هذا الغياب المفاجئ أثار تساؤلات في صفوف عدد من المتابعين والفاعلين الاقتصاديين، خاصة أن المناسبة كانت مخصصة لعرض رؤية وطنية جديدة تتعلق بتعزيز التجارة الخارجية ورفع مساهمتها في التنمية الاقتصادية والتشغيل. وقد أُشير إلى أن عدم تدخل رئيس الكونفدرالية جاء بسبب ما وُصف بـ”اعتبارات بروتوكولية”، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وفي خطوة تهدف إلى ضمان تداول كل وجهات النظر المرتبطة بالحدث، قامت الكونفدرالية المغربية للمصدرين بتعميم نص الخطاب الذي كان من المرتقب أن يُلقى خلال الجلسة، مرفقًا بالنص الكامل للميثاق كما قدمه كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية.
الخطاب الذي عمّمته الكونفدرالية يُبرز مساهمة المصدرين في بلورة الرؤية الوطنية للتجارة الخارجية، ويقدّم مقترحات تعتبرها الكونفدرالية ضرورية لتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني وتوسيع قاعدة التصدير.

وإن كان غياب الكلمة قد فُسّر رسميًا باعتبارات تنظيمية، فإن الحادث فتح باب النقاش حول أهمية إشراك جميع الفاعلين الاقتصاديين في المحطات الاستراتيجية، خاصة حين يتعلق الأمر بقطاعات حيوية كالتجارة الخارجية. كما أعاد طرح السؤال حول الكيفية التي تُدار بها اللقاءات العمومية ومدى الحرص على التعددية والتمثيلية داخلها.
وبينما لم يصدر أي توضيح إضافي من الجهات المنظمة، يبقى الأمل معقودًا على مواصلة الحوار المؤسساتي في مناخ يتسم بالانفتاح والشفافية، بما يخدم أهداف النمو، ويعزز الثقة بين الدولة ومختلف مكونات النسيج الاقتصادي الوطني.