بقلم ش. يونس ايت الحاج
من قال إن “التقليد” لا يزال ظاهرة فردية؟ يبدو أن دولاً بكامل مؤسساتها تعاني منه أيضًا، فها هي الجزائر تقرر تنظيم “أسبوع تجاري” في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بعد أيام قليلة فقط من انتهاء الأسبوع الاقتصادي المغربي في المدينة ذاتها. أهو محض صدفة بريئة؟ أم أن “الغيرة الاقتصادية” بلغت مراحل متقدمة من العدوى؟
المفارقة أن الإعلان الجزائري جاء وكأنه رد فعل مباشر، أو إن شئنا الدقة: رد فعل يائس، على النجاح المغربي في الترويج لمنتجاته وشركاته، وبناء شراكات حقيقية في السوق الموريتانية. فالمغرب ينهي أسبوعه، فترفع الجزائر يدها قائلة: “أنا أيضًا عندي أسبوع!”
ولأن التقليد الأعمى لا يحتاج إلى منطق، فها هي الجزائر تنقل الفكرة كوبي-بيست، مع اختلاف واحد: لا أحد يعرف ما الذي ستعرضه بالضبط! ترى، ما هي هذه المنتجات الجزائرية التي يريدون تسويقها؟ هل هي “الاستراتيجية” منها أم “الافتراضية”؟ هل سنرى “الكهرباء المقطوعة” على شكل منتج؟ أم “دبلوماسية الشكوى” على هيئة سلعة تصديرية؟

الجزائر تحاول منذ مدة أن تدخل السوق الإفريقية، لكن بدل أن تفعل ذلك بذكاء وواقعية، اختارت أن تلاحق خطوات المغرب بالحرف، وكأنها تلميذ غشاش في امتحان الجغرافيا، ينسخ الإجابة من الجار حتى لو كان يكتب اسمه في خانة غير مخصصة!
على العموم، إذا كانت هذه هي الطريقة الجزائرية للتنافس، فنقترح أن تُطلق وزارة تقليد المبادرات المغربية، بدلاً من وزارة التجارة. على الأقل نكون أمام اسم يؤكد بصدق محتوى السياسات!