منوعات

كيف تستمتعون بأوقاتكم في... تورونتو

فيكتوريا وودكوك لمجلة الرفاهية العصرية تصدرها إيلاف بالاتفاق مع فايننشال تايمز

كنت في الثامنة من عمري تقريباً حين انتقلت عائلتي من كينغستون في جامايكا إلى تورونتو. وصلناها وسط عاصفة ثلجية، فسحرتني مشاهدة الثلج للمرة الأولى، كما بهرتني عملية صنع رجل الثلج. لهذا السبب، ربّما، ما زلت أحبّ الشتاء في كندا، وأهوى الخروج ليغمرني الثلج المتساقط غنياً وكثيفاً. نمارس التزلّج كثيراً هنا، إذ يمكن ذلك على بُعد ساعة من المدينة. يحتاج المرء إلى إيجاد طرق للاستمتاع بالثلج بدلاً من الاختباء منه.

قبل نحو ربع قرن، وجدت مع زوجي [هوارد ساتكليف، شريك شيم في Shim-Sutcliffe Architects] عقاراً منسياً في زقاق خلفي، مليئاً بالسيّارات المهجورة. هناك بنينا بيتاً نشأ فيه طفلانا، وما زال منزلنا إلى اليوم. إنه في حيّ ناشئ يسمّى ليسليفيل، إلى شرق المدينة. فيه بعض المخابز الرائعة، يُسمَّى أحدها Bonjour Brioche، وثمة آخر جديد خبزه مذهل يدعى Blackbird. في حيّنا أفضل سلمون مدخَّن في تورونتو كلها، يباع في متجر Kristapsons الصغير، أطلقه رجل لاتفي كان يدخّن أنواعاً كثيرة من اللحوم. لكن أفضل ما يميز هذه المنطقة هو بعدها كيلومترين فقط سيراً من مركز عملنا، في مرأب سابق قرب وسط المدينة، لذلك نشعر بأننا نعيش في قرية وسط مدينة كبيرة.

خرجت من بين أيدينا تصاميم كثيرة للمدينة، ونحن نعمل الآن على تصميم طبقة أخيرة في مبنى تاريخي بوسط المدينة يعود إلى ستينيات القرن الماضي. كان Ace Hotel، الذي افتُتِح في العام المنصرم، مشروعاً مثيراً جداً بالنسبة إلينا، ويرجع ذلك جزئياً إلى موقعه. فهو في الطرف الغربي من المدينة، الذي كان تقليدياً منطقة لبيع الملابس تتعدّد فيها مستودعات من الطوب الأحمر بُنِيت في مطلع القرن الحالي، وصار أشدّ تركيزاً على الفنون الآن. أردنا أن نشيّد مبنى يمثّل تحية لتلك المستودعات بعدما هُدم العديد منها، وأن نحيي مفهومها للمتانة، باستخدام طوب أحمر كذلك المصنوع أصلاً في مصنع بأحد وديان تورونتو.

“إن نزلت نحو 60 قدماً تنتقل إلى عالم آخر”

في وادٍ من تلك الوديان النهرية الجميلة التي تشكّل نظام الوديان في المدينة يقوم Evergreen Brick Works، وهو الآن مركز ثقافي يضمّ أسواقاً للمزارعين وتُقدّم فيه أنواع كثيرة من الأنشطة. إنه ركن فارغ أحدثته الأنهار الجليدية في العصر الجليدي الأخير. إن نزلت نحو 60 قدماً (18 متراً) تنتقل إلى عالم آخر حافل بالحياة البرية والنباتات، ومسارات للدرّاجات والمشي. شتاءً، يكون هذا المكان مسرحاً لبعض من أفضل أنشطة التزحلق على الإطلاق.

تعد المنطقة المحيطة بفندق Ace جزءاً صاخباً من المدينة. إنها قريبة من الحي الصيني وحي كينزنغتون ماركت الذي يدمج نوعاً ما بين النمطين الكاريبي والبرتغالي. أوصي بزيارة مخبز ومقهى Forno Cultura الإيطالي القريب، وهذا مكان رائع يديره أندريا ماستراندريا، وهو أحد طلابي السابقين في هندسة العمارة. كما أوصي بارتياد Alder، المطعم في الفندق، ففيه يعمل الطاهي باتريك كريس، أحد أفضل الطهاة في كندا. يُطهَى العديد من أطباقه المميزة أو يدخَّن على مشواة بالحطب؛ الدجاج المشويّ عنده رائع.

أحب مبنى بالذات في تورونتو هو New City Hall، وصمّمه المعماري الفنلندي فيلجو ريفيل في خمسينيات القرن الماضي. كان ببُرجَيه المنحنيين منارةً للحداثة، وتبدو غرفة المجلس البلدي عيناً في وسطه وأمامها ساحة عامة كبيرة. ما زالت المدينة كلها تحبّ هذا المبنى. أعتقد أيضاً أن فرانك جيري قام بعمل رائع في Art Gallery of Ontario، وهو متحف اصطحبته والدته إليه طفلاً، وأعاد تصميمه بعد سنوات عديدة. في المكان مساحات رائعة، القديمة والجديدة المترابطة في ما بينها.

فطيرة التفاح لدى Blackbird Baking Co

يمثل ديستلري ديستريكت جزءاً خاصاً آخر من المدينة، وهو مجموعة من المباني الصناعية الفيكتورية التي حُوِّلت إلى دور عرض ومطاعم ومسارح، ومسرح Soulpepper مبتكر جداً. قبل سنوات قليلة، طلبت منّا جاين كوركين، وهي صاحبة إحدى دور العرض، العمل على تحويل جزء من Pure Spirits Building. حجم الضوء ونوعيته في المباني هناك رائعان وملائمان للفن المعاصر.

ثمة أماكن عامة كثيرة تثير الاهتمام تستحق الاستكشاف على طول ووترفرونت في تورونتو. أنا عضو في Design Review Panel لمراجعة تصميم المنطقة التي تمرّ في حقبة من التحوّل الحقيقي، بفضل الكثير من الوحدات السكنية وبعض الحدائق الرائعة أيضاً. هناك حديقة كبيرة أنشأتها شركة هولندية تسمّى West 8، كما أنشأ كلود كورمييه، وهو مهندس معماري كندي متخصّص في تصميم المساحات المفتوحة، Sugar Beach مضيفاً مظلات وكراسي صالات وردية اللون. في مكان قريب، يقع أحد أكثر مشاريع التطوير إثارة في المدينة، إنه The Bentway الجامح نوعاً ما، على الجانب السفلي من طريق غاردينر السريع المرتفع، وهذه منطقة مهجورة تضمّ الآن منشآت فنية رائعة وميادين للتزلّج في الشتاء. نيويورك لديها The High Line، ونحن لدينا The Bentway. هذا رائع فعلاً.

أظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى