الافتاحيات

إقرار 14 يناير " ئض ن يناير " عيدا وطنيا  استكمال لاستراتيجية ملكية  تروم اعادة الاعتبار للأمازيغية  كمكون أساسي للهوية المغربية

“في الثالث من  ماي  من سنة 2023 ، زف بلاغ للديوان الملكي “تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية.

وفي هذا الإطار، أصدر جلالته، أعزه الله، توجيهاته السامية إلى السيد رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي ” انتهى  نص بلاغ الديوان الملكي .

القرار الملكي  يأتي ضمن سلسة  من الإجراءات التي انطلقت بخطاب اجدير في  17 أكتوبر 2001 ، بخنيفرة، من اجل   تجسيد استراتيجية ملكية كريمة تروم بالأساس اعادة الاعتبار للأمازيغية  كمكون اساسي  ورئيسي للهوية المغربية الأصيلة الغنية  المتعددة الروافد،  وكرصيد مشترك لجميع المغاربة بدون استثناء.

 ومما جاء في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة وضع بمناسبة وضع الطابع الشريف على الظهير المحدث والمنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية:

“إننا نريد، في المقام الأول، التعبير عن إقرارنا جميعاً بكل مقومات تاريخنا الجماعي، وهويتنا الثقافية الوطنية، التي تشكلت من روافد متعددة، صهرت تاريخنا ونسجت هويتنا، في ارتباط وثيق بوحدة أمتنا، الملتحمة بثوابتها المقدسة، المتمثلة في دينها الإسلامي الحنيف السمح، وفي الذود عن حوزة الوطن ووحدته، وفي الولاء للعرش، والالتفاف حول الجالس عليه، والتعلق بالملكية الدستورية الديمقراطية الاجتماعية”.

 واضاف جلالته في ذات الخطاب ” أننا نريد التأكيد على أن الأمازيغية، التي تمتد جذورها في أعماق تاريخ الشعب المغربي، هي ملك لكل المغاربة بدون استثناء، وعلى أنه لا يمكن اتخاذ الأمازيغية مطية لخدمة أغراض سياسية، كيفما كانت طبيعتها”.

 واعتبر صاحب الجلالة في ذات الخطاب التاريخي “أن النهوض بالأمازيغية مسؤولية وطنية، لأنه لا يمكن لأي ثقافة وطنية التنكر لجذورها التاريخية. كما أنّ عليها، انطلاقا من تلك الجذور، أن تنفتح وترفض الانغلاق، من أجل تحقيق التطور الذي هو شرط بقاء وازدهار أيّ حضارة”.

 المعهد الملكي للثقافة الامازيغية

 واستمرارا  للاستراتيجية الملكية  تم في تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بهدف تقديم المشورة  لجلالته في التدابير التي من شأنها الحفاظ على الثقافة الأمازيغية والنهوض بها في جميع تعابيرها. كما يشارك المعهد بتعاون مع السلطات الحكومية والمؤسسات المعنية في تنفيذ السياسات التي تساعد على إدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية وضمان إشعاعها في الفضاء الاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني والجهوي والمحلي.

 وأثمرت الاستراتيجية الملكية بشأن انصاف المكون الأمازيغي ،تبنى حرف تيفيناغ لكتابة الأمازيغية ا وادماج تدريس الأمازيغية في المدارس  العمومية وتوسيع تدريسها في كافة  المستويات  بما في ذلك انشاء شعب للغة الأمازيغية في الجامعات المغربية ، كما ابرم  المعهد الملكي للثقافة الامازيغية اتفاقيات الثقافية والعلمية مع هيئات مغربية وأخرى أجنبية.

القناة الامازيغية  ” الثامنة”

  ونظرا لأهمية المجال الاعلامي في ترسيخ ادماج الأمازيغية في الحياة العامة ، أطلقت  الشركة المغربية للإذاعة والتلفزة المغربية  في سنة 2010،أول قناة تلفزيونية حكومية ناطقة باللغة الأمازيغية ،عامة غير متخصصة ، تقدم برامجها “بتعابيرها الثلاث ” وهو ما  يعتبر حدثا تاريخيا.

 اللغة الأمازيغية لغة رسمية للمملكة

 ولم بتوقف الأمر على الجانب الأكاديمي والاعلامي والتعليمي ، اذ نص دستور المملكة المغربية لسنة 2011، على أن الأمازيغية  لغة رسمية للمملكة إلى جانب اللغة العربية  وهو ما يشكل في حد ذاته حدثا تاريخيا مهما وهو اعتراف بالمكون الأمازيغي، كأساس للهوية الوطنية ومكسبا حقيقيا لكل المغاربة بدون استثناء، كما يسعى الى حمايتها قانونيا والحفاظ على مكتسباتها عبر التنصيص عليها في القانون الاسمى للمملكة .

 وفي عذا الاطار نص الفصل 5 من دستور 2011 للمملكة المغربية على ما يلي :” تظل العربية اللغة الرسمية للدولة.وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها، وتنمية استعمالها.

وتعد الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء.

يحدد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم، وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وذلك لكي تتمكن من القيام مستقبلا بوظيفتها، بصفتها لغة رسمية.

تعمل الدولة على صيانة الحسانية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة، وعلى حماية اللهجات والتعبيرات الثقافية المستعملة في المغرب، وتسهر على انسجام السياسة اللغوية والثقافية الوطنية، وعلى تعلم وإتقان اللغات الأجنبية الأكثر تداولا في العالم ؛ باعتبارها وسائل للتواصل، والانخراط والتفاعل مع مجتمع المعرفة، والانفتاح على مختلف الثقافات، وعلى حضارة العصر.

يُحدَث مجلس وطني للغات والثقافة المغربية، مهمته، على وجه الخصوص، حماية وتنمية اللغتين العربية والأمازيغية، ومختلف التعبيرات الثقافية المغربية باعتبارها تراثا أصيلا وإبداعا معاصرا. ويضم كل المؤسسات المعنية بهذه المجالات. ويحدد قانون تنظيمي صلاحياته وتركيبَته وكيفيات سيره”.

 علي الانصاري

أظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى