حوار

رئيسة جمعية أمان للتنمية المستدامة فاطمة أوعزة : الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هذه السنة سيكون فريدا من نوعه

صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أعطى للأمازيغية هوية  ولغة وثقافة ما تستحقه ضمن نسيج الهوية المغربية المتعددة الروافد

احتفاءً برأس السنة الأمازيغية، أعلنت مؤسسة أمان للتنمية المستدامة في بيان لها عن تنظيم الدورة السادسة للمهرجان الدولي لشمال افريقيا ودول الساحل للاحتفال برأس السنة الأمازيغية طيلة أيام 11/12/13 من شهر يناير الجاري بمدينة فاس.

 وتعتبر دورة   هذه السنة من المهرجان فريدة من نوعها، إذ حملت الدورات السابقة مشعل المطالبة بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا، تطبيقا لما جاء به الدستور المغربي لسنة 2011 وتجسيدا للرؤية الملكية السامية للمغرب متعدد الروافد والمكونات، حيث عملت مؤسسة أمان للتنمية المستدامة على إثراء النقاش العلمي الفعال في هذا السياق وإغنائه مع إشراك مختلف الفاعلين الوطنيين والدوليين المهتمين بالشأن الأمازيغي في مختلف دول العالم.

وتميزت السنة الفارطة بحدثين مميزين الأول متمثل في تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم 3 ماي 2023 بإقرار رأس السنة الامازيغية عيدا وطنيا مؤدى عنه القرار الذي احتفت به مؤسسة أمان للتنمية المستدامة من خلال تنظيم ندوة دولية يوم الجمعة 2 يوليوز حول موضوع  “دلالات ورسائل إقرار جلالة الملك محمد السادس رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية” والتي شهدت حضور عدد من الفعاليات الوطنية والدولية.

والحدث الثاني الذي ميز سنتنا هذه هو الرؤية الملكية الرشيدة المستشرفة للمستقبل والتي رسمت طريقا جديدا لدول الساحل لتسهيل ولوجهم للمحيط الأطلسي، حيث وضع جلالة الملك البنيات التحتية للمغرب ، والطرقية والمينائية والسكك الحديدية، رهن إشارة الدول الشقيقة المعنية.

وفي هذا السياق تنظم مؤسسة أمان للتنمية المستدامة  هذه الدورة من المهرجان تحت شعار “من أجل إفريقيا مزدهرة”، وستكون دولة مالي الشقيقة ضيفة الشرف خلال هذه الدورة.

وأعدت مؤسسة أمان للتنمية المستدامة برنامجا متنوعا لجمهور المهرجان، حيث سيستمتع الجمهور بحفل افتتاح يوم 11 يناير  وسهرة كبرى بحضور ألمع النجوم المغاربة، ويمكن للحضور أن يتعرف أكثر على قراءات متعددة للمبادرة الملكية الدولية ” دول الساحل والطريق إلى الأطلسي” من خلال ندوة تحت عنوان “الآفاق التنموية للمبادرة الدولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي” يؤطرها متدخلون من دول شمال افريقيا ودول الساحل وستسلط الضوء على الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية لهذه المبادرة على دول شمال إفريقيا ودول الساحل خاصة، وعلى القارة الافريقية عامة.

وعلى غرار مختلف الأنشطة التي تنظمها مؤسسة أمان للتنمية المستدامة، والتي تسهر على إدراج التوعية والتحسيس وفتح أبواب النقاش البناء فيها خاصة فيما يخص الجانب البيئي والتنمية المستدامة، برمجت المؤسسة في إطار الدورة السادسة للمهرجان الدولي لشمال افريقيا ودول الساحل للاحتفال برأس السنة الأمازيغية  ندوة حول “تدبير الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية الحصيلة، والرهانات والتحديات” يؤطرها متدخلون مؤسساتيون في قطاعي الماء والبيئة بالإضافة للمجتمع المدني تفاعلا مع ما تعرفه بلادنا والعالم بشكل عام من آثار سلبية للتغيرات المناخية، والمتمثلة في توالي سنوات الجفاف وعدم انتظام التساقطات المطرية ووقوع الفيضانات.

وترسيخا لثقافة الاعتراف، ستتخلل فقرات المهرجان سلسلة تكريمات لفعاليات وطنية ودولية، كما سيتم هذه السنة تكريم مجموعة من خريجي مسلك الدراسات الأمازيغية الحاصلين على شهادة الدكتوراه.

 ولإلقاء الضوء على المهرجان السنوي الذي تنظمه مؤسسة أمان للتنمية المستدامة، اجرت جريدة الحركة حوارا مع رئيسة الجمعية، السيدة فاطمة أوعزة، تحدثت فيه عن دورة هذه السنة وتميزها، والمشاركين فيها، وكذلك الحضور الافريقي فيها :

اعتدتم على تنظيم احتفال خاص بمناسبة السنة الأمازيغية في فاس، عبارة عن ندوات فكرية وسهرة فنية ، ماذا اعددتم للمناسبة هذه السنة ؟

بعد التحية والتقدير وتفاعلا مع استفساراتكم المطروحة سيدي الكريم ،  وقبل الخوض فيما يتعلق بالمهرجان الدولي لشمال افريقيا ودول الساحل ، لابد من إشارة أولا لما قامت به مؤسسة أمان للتنمية المستدامة منذ نشأتها لموضوع الامازيغية من خلال الندوات الفكرية والملتقيات والأنشطة العديدة ذات الصلة بالهوية الأمازيغية وثانيا لتفاعل المؤسسة مع الخطاب الملكي لأجدير وما تفضل به صاحب الجلالة من إعطاء الأمازيغية هوية لغة وثقافة ما تستحقه ضمن نسيج الهوية المغربية المتعددة الروافد وخصوصا المبادرة الملكية الأخيرة بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مؤدى عنها ، وقد تجندت حينها كل مكونات مؤسسة أمان لتنظيم ملتقى دولي لتخليد المناسبة والاحتفاء بالقرار الملكي السامي حضرها عدة شخصيات من دول الساحل وأوروبا والمغرب ، كما تأتي هذه الدورة السادسة للمهرجان الدولي في نفس النسق حيث دأبت مؤسسة أمان بمعية شركائها الرسميين وبتنسيق وتعاون مع النسيج الجمعوي الأمازيغي على تنظيمه .

 وجوابا على أسئلتكم اود ان اقدم بعض التوضيحات حول نشاط المؤسسة لهذا العام بمناسبة ايض يناير 2974 كالاتي :

 اولا : بخصوص ما تمت برمجته من فقرات وأنشطة خلال أيام المهرجان الدولي لهذه السنة 11 12 و 13 يناير 2024 ، فقد سطرت المؤسسة برنامجا غنيا ينطلق يوم 11 يناير بحفل افتتاح رسمي بهيج يتم خلاله استقبال ضيوف المهرجان من المغرب ومن كل بقاع العال خصوصا شمال افريقيا ودول شمال الساحل تليه سهرة عامة تستضيف خيرة الفانين الأمازيغ والشعبين والموسيقى العالمية ، وفي اليوم الثاني سيتم تنظيم ندوة دولية في الفترة الصباحية اختير لها موضوع يتطرق للمبادرة الدولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي ، في سياق استمرارية الجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة المغربية، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك، من أجل جعل إفريقيا قارة مزدهرة، وذلك تجسيدا للتعاون جنوب – جنوب الذي يقوم على أساس شراكة رابح – رابح ، وفي الفترة الصباحية ندوة تناقش ازمة الماء والتدابير الواجب اتخاذها في خل التغيرات المناخية وقلة الموارد المائية ، في حين أن اليوم الأخير سيتم تنظيم صبحية وأنشطة لفائدة الأطفال .

ثانيا : من أجل حسن تنظيم المهرجان الدولي في نسخته السادسة فقد تمكنت المؤسسة من ابرام شراكات مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل –قطاع الثقافة ولاية فاس مكناس ومجلس جهة فاس مكناس وتوفير دعم من عدة مؤسسات عمومية وشبه عمومية ومن القطاع الخاص والمجتمع المدني .

من هم أهم المشاركين بمناسبة ايض يناير 2974 ؟

بخصوص الفعاليات المشاركة والمساهمة والمتضامنة مع المؤسسة في هذا الصدد ، اذكركم استاذي ان هذه المشاركة غالبا ما نركز على عنصر التميز النوعي والنخبوي وحتى الاجتماعي والسياسي لا من حيث الأساتذة المحاضرين ولا من حيث الكفاءات السياسية والعلمية الرائدة وطنيا ودوليا …

* الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هذه السنة ،يتزامن مع الاعتراف بيناير عيدا وطنيا وعطلة رسمية ، كيف ترين ذلك؟

فيما يخص احتفالنا هذه السنة برأس السنة الأمازيغية فالقيمة المضافة هذه السنة هو قرار جلالة الملك اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية مؤدى عنها ، وبالنسبة للمؤسسة هي مناسبة جد سعيدة بحكم انها من الفعاليات الأولى التي ما فتئت ترافع في هذا الاتجاه منذ زمان ..

* بالعودة  إلى الأنشطة السابقة ركزتم دائما على البعد الشمال الافريقي للسنة للأمازيغية مع حضور مكونات من دول الساحل ، لماذا اعتماد هذا الامتداد ؟

نشاط هذه السنة وكسابقيه عرف انفتاحا كبيرا على المحيط الافريقي للمغرب خاصة دول الساحل كمساندة موازية للدبلوماسية الملكية الرشيدة في هذه المنطقة الاستراتيجية

ولأن الاحتفال هذه له طعم خاص ومميز فنحن بمؤسسة أمان نسعى لتنظيم مهرجان يرقى لتطلعات الجميع ولأن يكون نشاط هذه السنة استثنائيا ومحوريا في مسار الاحتفال برأس السنة الأمازيغية خصوصا في ظل حدثين بارزين إقرار رأس السنة الأمازيغي  عيدا وطنية وانفتاحا كبيرا على المحيط الافريقي للمغرب خاصة دول الساحل في إطار الديبلوماسية الموازية لكل المبادرات الملكية الرشيدة في هذه المنطقة الاستراتيجية والتي كان اخرها  لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي وهذا أثبت صواب وثبات توجه المؤسسة في تجسيد وتعميق التوجه الإفريقي في الاحتفال اعتزاز أولا بانتمائنا لأفريقيا كشعوب ودعما للمبادرات الملكية المتكررة لتعزيز العلاقات الافريقية .

 ما هو الرابط بين رأس السنة الأمازيغية وفاس كعاصمة علمية للمملكة ؟

سؤال جد وجيه فيما يخص علاقة المؤسسة بمدينة فاس ، وهنا اذكركم استاذي العزيز بكون مدينة فاس هي من العواصم التاريخية للمغرب ورمز التنوع الثقافي واللغوي والتاريخي وهي عاصمة الدولة المرينية الأمازيغية التي وسمت الدولة المغربية بوسام الحضارة والتمدن وهي الارض الأمازيغية التي استقبلت سليل آل البيت ” ادريس الثاني ” وسط فضاء جغرافي امازيغي رحب ، وهذه كلها عوامل تدعم الارتباط الوثيق بين المؤسسة وهذه الحاضرة التاريخية بامتياز …

 كما يأتي ارتباط المهرجان بفاس من باب الاستقرار والاستمرارية في المكان رغم السفر عبر الزمن ، والمؤسسة لا تركز أنشطتها بفاس فقط بل لها عدة أنشطة سواء على الصعيد الجهوي والمحلي بجهة فاس مكناس أو على الصعيد المركزي بالرباط دون إغفال عدة أنشطة تقام بأقاليم وطننا الحبيب عبر كل ربوع المملكة .

أظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى