كابرانات الجزائر…يستوردون الذل!

بقلم ش. يونس أيت الحاج

مرة أخرى، يثبت نظام الكابرانات في الجزائر أن “السيادة الوطنية” عنده مجرد شعارات جوفاء يلوّح بها كلما أراد دغدغة مشاعر الداخل، بينما يواصل بيع الوهم على كل المستويات. فمن جهة، تم اتخاذ القرار بإبعاد 12 موظفاً فرنسياً دفعة واحدة بشكل مفاجئ، مايثير أزمة دبلوماسية جديدة مع باريس.

 

الوفد الفرنسي الذي زار الجزائر لإحياء ذكرى 8 ماي 1945، قام بما عجز عنه النظام الجزائري نفسه: الاعتراف بالدم المسفوك في سطيف وقالمة وخراطة، بينما لا يزال الإعلام الرسمي الجزائري يلوك خطاب “المؤامرة الفرنسية” و”العدو الكولونيالي” بوقاحة لا مثيل لها.

 

وزير الخارجية الفرنسي قالها بصراحة: العلاقة “مجمّدة تماما”، والسفير لا يزال في باريس للتشاور، والقرار الجزائري لم يكن مجرد خطوة إدارية بل طعنة في العلاقات بين البلدين. لكن كابرانات قصر المرادية، الغارقون في نظريات المؤامرة، اعتبروا أن هذه الخطوة تعزز موقفهم السيادي، رغم أنهم لا يستطيعون تمرير أي سياسة دون ضوء أخضر من السفارات الأجنبية.

 

اشهار وسط المقالات

يا لها من مفارقة ساخرة: نظام غير متزن، يقرر إبعاد الدبلوماسيين الفرنسيين ثم يترجى عودتهم لاستئناف التعاون الأمني والاقتصادي، فيما وزير الخارجية الفرنسي يهدد بـ”قيود إضافية على كبار الشخصيات الجزائرية”، وهم، كما نعلم، لا يقضون عطلهم إلا في باريس، ولا يعالجون مرضاهم إلا في مصحات فرنسا!

 

الحقيقة أن ما يحدث اليوم ليس سوى مسرحية عبثية من إنتاج نظام مهترئ، يوزع الأدوار بين الضحية والجلاد، ويدّعي البطولة بينما يواصل قمع الصحافة النزيهة، وتكميم الأفواه، وإغراق البلاد في الأزمات.

 

أيها الكابرانات، فرنسا تعرف جيداً من يحكم الجزائر، وهي تلعب أوراقها بهدوء… أما أنتم، فلا تجيدون إلا الصراخ في الهواء.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة
اترك تعليقا