تتويج المجلس العلمي الأعلى بـ “جائزة الإمارات العالمية للدراسات الإفتائية والاجتهاد الحضاري”

جرى، اليوم الاثنين بأبوظبي، تتويج المجلس العلمي الأعلى بالمغرب بـ “جائزة الإمارات العالمية للدراسات الإفتائية والاجتهاد الحضاري” عن فئة المؤسسات، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر العالمي الثالث لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.

 

وتسلم هذه الجائزة، التي منحت للمجلس العلمي الأعلى لجهوده المؤسسية المعتدلة التي تسهم في تنمية المجتمع وتماسكه، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بحضور وزير التسامح والتعايش الإماراتي، نهيان بن مبارك آل نهيان، ورئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الشيخ عبد الله بن بيه، وثلة من الشخصيات العلمية والفكرية من عدة بلدان حول العالم.

 

ويأتي هذا التتويج، حسب المنظمين، استنادا إلى الدور الريادي الذي يضطلع به المجلس العلمي الأعلى، تحت رئاسة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كمؤسسة مركزية ومرجعية عليا في مجال الاجتهاد في الشأن الديني، وصيانة وتحصين المرجعية الدينية والحفاظ على الثوابت الوطنية.

 

وأضاف المصدر ذاته أن المجلس العلمي الأعلى يعد، كذلك، منارة في مجال العلم ونشر قيم الاعتدال والوسطية والتسامح.

 

وتجدر الإشارة إلى أنه تم الإعلان عن “جائزة الإمارات العالمية للدراسات الإفتائية والاجتهاد الحضاري”، خلال أشغال المؤتمر العالمي الثاني لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الذي استضافته العاصمة أبوظبي يومي 07 و08 نونبر 2023.

 

ويروم المؤتمر، الذي ينظمه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي تحت عنوان “الأسرة في سياق فقه الواقع: هوية وطنية ومجتمع متماسك”، صياغة مبادرات نوعية ومشاريع ريادية تصون الأسرة وتضمن استقرارها، بالإضافة إلى إبراز الجهود الرامية إلى تمكين المؤسسات الأسرية والإفتائية ووضع استراتيجيات تستوعب فقه الواقع للحفاظ على تماسك الأسرة وتلاحم المجتمع.

 

ويتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر، المنظم على مدى يومين، عددا من الجلسات المتخصصة التي تتناول قضايا الأسرة في الواقع المعاصر، وتبحث في مفاهيم ومناهج إدماج فقه الواقع في منظومة الإفتاء الأسري، وسبل تحقيق الاستقرار الأسري القائم على المودة والرحمة في ظل التطورات العلمية والقيم الإنسانية الحديثة، إلى جانب استعراض الآراء الإفتائية المعاصرة بشأنها.

 

كما سيتم، بهذه المناسبة، استعراض تأثير المتغيرات المتسارعة في المجال الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي على واقع الأسرة وأفرادها وما يطرحه ذلك من تحديات وفرص، فضلا عن مناقشة نماذج ريادية وخبرات عالمية في تمكين الأسرة وترسيخ تماسكها.

التوفيق :المغرب يمتلك تجربة رائدة في مجال الاجتهاد في قضايا الأسرة

 وفي كلمة له بالمناسبة، قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، اليوم الاثنين بأبوظبي، إن المملكة المغربية تمتلك تجربة رائدة في مجال الاجتهاد في قضايا الأسرة، باعتبارها المنبت الطبيعي لاستمرار الحياة، واللبنة الأولى في بناء ركائز المجتمع.

وأبرز السيد التوفيق،  أن أهم ملامح هذه التجربة المغربية تبرز، على الخصوص، في المعتمد في التشريع على مستوى القضاء، من خلال الفقه المالكي الذي امتلك أدوات تجديده وتطويره، لاسيما من جهة مراعاة المصلحة المرسلة.

ودعا الوزير، خلال مداخلة بعنوان “قضايا الأسرة بين فقه الواقع وإعمال الوازع”، إلى ضرورة إعمال الوازع، الذي يشمل “وازع القرآن” بالتخلي عن الأنانية للعمل بما جاء به كتاب الله، و”وازع الدولة” التي ينبغي أن تتدخل وتحمي العائلة سواء بالقانون أو بالدعم الاجتماعي، و”وازع العلماء” عبر فهمهم للواقع الراهن الذي تتدخل فيه العلوم الإنسانية لتبين للمؤطرين الدينيين كيفية إبراز المنافع للناس بشأن اتباع الحقوق التي أمر الله بها.

وفي هذا الصدد، أوضح السيد التوفيق أنه ينبغي للمؤطر الديني، سواء كان خطيبا أو واعظا أو مرشدا، أن يطلع على جملة من الأمور في هذا المجال “حتى لا يكون كلامه مجرد وعظ بعيد عن الواقع، فالواقع الآن معقد تدر سه العلوم الإنسانية، ولا بد أن يكون له نصيب من ذلك العلم ليصبح نوعا ثالثا من الوازع”.

ترسيخ التعايش والتسامح

من جانبه، قال وزير التسامح والتعايش، نهيان بن مبارك آل نهيان، إن هذا المؤتمر هو تعبير قوي عن عزم دولة الإمارات والتزامها الراسخ بتحقيق الرؤية الشاملة التي ترتكز على حقوق الإنسان والمجتمع، مبرزا أن تنمية الأسرة هي عمل وطني نبيل لمواجهة مختلف التحديات التي يفرضها العصر الحالي.

واعتبر، في هذا الصدد، أن الأسرة الملتزمة والناجحة هي تلك القادرة دوما على العطاء والإنتاج وتطوير طاقات أفرادها خدمة للمجتمع والوطن، من خلال مساهمتهم في مسيرة التنمية بكل نشاط وبدون عوائق، مع الانفتاح على كل التطورات العلمية والتحولات الرقمية وما يرتبط بها من تقنيات حديثة.

وأبرز، في هذا السياق، الدور الذي يضطلع به فقه الواقع في بلورة مكانة الأسرة ودورها في هذا العصر، من خلال إيلاء مزيد من الاهتمام لمقاصد الشريعة السمحة، وإعمال الانفتاح والابتعاد عن الجمود، ودعم أسس التكافل والتعاون والسلام، حتى تتحقق مصالح الفرد والمجتمع على حد سواء.

من جهته، أكد رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الشيخ عبد الله بن بيه، على المكانة الجوهرية التي لطالما حظيت بها الأسرة في المجتمعات الإسلامية، لافتا إلى أن تسارع التحولات الاجتماعية والتشريعية وتغير الأنماط القيمية أضحى يطرح عددا من الإشكاليات والتحديات أمام مؤسسة الأسرة.

ودعا، في هذا السياق، إلى العمل على مستويات متعددة ومتكاملة، لتطوير أدوات الاجتهاد المتواصل، وإبراز قيم المودة والرحمة، وتعزيز سبل التعاون والشراكة، بهدف دعم مؤسسة الأسرة وتعزيز مواجهتها لتعقيدات العصر الراهن.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة

للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. قبولقراءة المزيد