كأس إفريقيا 2025: منظومة رقمية متكاملة ويقظة أمنية عالية لضمان تنظيم محكم وناجح

قبل أيام قليلة من انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025، يكثف المغرب استعداداته التقنية عبر نشر منظومة رقمية متكاملة تهدف إلى تأطير التدفقات البشرية الكبيرة المرتقبة، وتيسير تنقل المشجعين، وضمان سلاسة التنظيم داخل الملاعب وخارجها. ويؤكد خبراء في التحول الرقمي أن نجاح هذا الحدث القاري يمر عبر تحقيق تناغم فعلي بين مختلف الحلول التكنولوجية المعتمدة، من التعرف الرقمي على الهوية وضبط الولوج الجماعي، إلى ضمان انسجام الخدمات المرتبطة بالتذاكر، والتنقل، والاعتمادات، والتأشيرة الإلكترونية. وفي هذا السياق، اختار المغرب مقاربة تقوم على بنية رقمية مندمجة، تبتعد عن الحلول المجزأة، بما يسمح للأنظمة المعلوماتية بمواجهة ذروة الضغط المتوقعة خلال المباريات الكبرى والتنقلات بين المدن المستضيفة.

 

وتحتل البوابة الرقمية الموحدة “يلا – Yalla” موقع القلب داخل هذه المنظومة، باعتبارها أداة تجمع بطاقة المشجع (Fan ID) والتأشيرة الإلكترونية المجانية والمعطيات اللوجستية، بما يضمن مسارا منظما وآمنا لكل مشجع منذ وصوله إلى أرض المملكة. ورغم الحاجة إلى تحسين تجربة المستخدم وتعزيز استقرار التطبيق قبل ضربة البداية، فإن الرهان يبقى كبيرا على منظومة التذاكر الرقمية المرتبطة بالهوية، لما توفره من انسيابية في الولوج، وتقليص للاعتماد على الشبابيك التقليدية، والحد من التداول النقدي. كما تتيح هذه الحلول، خاصة بالنسبة للجماهير الأجنبية، إنجاز أغلب الإجراءات قبل السفر، مع تمكين المنظمين والسلطات من تتبع دقيق للمعاملات والتحركات، بما يخدم متطلبات الأمن والتحليل والتقييم بعد الحدث.

 

وفي موازاة ذلك، يشكل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس (5G) رافعة أساسية لإنجاح البطولة، سواء على مستوى تدبير حركة المرور، واستباق حالات الازدحام، أو ضمان جودة البث السمعي البصري وفق المعايير الدولية. وتبرز هنا، بشكل خاص، الجهود الكبيرة التي بذلتها مختلف الأجهزة الأمنية، والتي واكبت هذا الورش الرقمي بكفاءة عالية، من خلال تأمين الملاعب، ومناطق المشجعين، ومسارات التنقل، وضمان تنسيق محكم بين الأمن الميداني والأنظمة الذكية. هذا الحضور الأمني المحترف، المدعوم بأدوات رقمية متطورة، يعكس مرة أخرى خبرة المغرب في تنظيم التظاهرات الكبرى، ويجعل من “كان 2025” ليس فقط موعدا رياضيا قاريا، بل محطة مفصلية لترسيخ نموذج مغربي يجمع بين الرقمنة المتقدمة والأمن الفعال، في أفق مواعيد دولية أكبر، وعلى رأسها كأس العالم 2030.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة

للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. قبولقراءة المزيد