صعّد حرفيو الزليج البلدي بمدينة فاس من خطواتهم الاحتجاجية، معلنين الدخول في إضراب عن العمل بسبب ما يعتبرونه تهديداً مباشراً لمصدر رزقهم بعد انتشار استعمال الآلات داخل هذا القطاع التقليدي. ويؤكد المهنيون أن إدخال “المكينة” يشكّل خطراً على استمرارية الحرفة وعلى الموروث الثقافي المرتبط بالزليج الفاسي المعروف محلياً ودولياً، معتبرين أن المكننة تُسهم في تراجع فرص الشغل وتشريد العديد من الأسر التي ظلت تعتمد على هذا النشاط لعقود طويلة. ومن المنتظر أن ينظم الحرفيون وقفة احتجاجية يوم 25 نونبر الجاري أمام المندوبية الجهوية لوزارة الصناعة التقليدية، للتعبير عن رفضهم لهذا التحول الذي يهدد هوية الصناعة التقليدية بالمدينة.
وأوضحت الهيئات النقابية الداعية لهذا التحرك أن الاتصالات المتعددة التي أجراها المهنيون مع الجهات المختصة لم تُسفر عن أي تجاوب يُذكر، ما دفعهم إلى تبني خطوات تصعيدية لحماية القطاع من الاندثار. كما شدد الحرفيون على ضرورة تدخل السلطات لإيقاف انتشار المكننة داخل ورشات الزليج البلدي، واعتماد إجراءات حقيقية لحماية حقوق الصناع التقليديين وضمان استمرار هذا التراث المغربي الأصيل. ويدعو المحتجون إلى صون الحرفة من التشويه والتجاري السريع، والحفاظ على قيمتها الفنية التي تُعد جزءاً من هوية فاس وإرثها الحضاري.
للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.