سطعت أنوار الحضارة المصرية مساء السبت من قلب العاصمة المغربية الرباط، حيث احتضنت القاعة الكبرى لمنظمة الإيسيسكو حفل البث المباشر للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، في أمسية تاريخية جمعت بين سحر التراث وروعة الحداثة، مجسدة تلاحم الثقافة المصرية والعالمية في مشهد حضاري مبهر.

وقد استُهل الحفل بكلمة ألقاها سعادة السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة المغربية، عبّر فيها عن اعتزازه بهذا الحدث الثقافي الفريد، مؤكداً أن المتحف المصري الكبير ليس مشروعاً وطنياً فحسب، بل رسالة إنسانية توحّد الشعوب حول قيم الجمال والتاريخ والسلام.
وعقب ذلك، انطلقت مراسم الافتتاح من الجيزة مباشرة حيث شهد الحضور عروضاً فنية وبصرية مدهشة، من أبرزها عرض “العالم يعزف لحناً واحداً” الذي جمع بين الموسيقى العالمية وروح الفن المصري القديم. بعدها القى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة، شدد من خلالها على التزام مصر بحماية تراثها وإتاحته أمام العالم أجمع كجسر حضاري وإنساني خالد. وبعد الكلمة، أعطى فخامته إشارة الانطلاق الرسمية للحفل العالمي، وسط أجواء من الفخر والانبهار.
تلاه عرض للألعاب النارية والمؤثرات الضوئية، ثم مشهد مذهل بالدرونز والليزر قدّم حزام “أوريون” الفلكي وعلاقته بالأهرامات. كما تخلل الحفل رسالة السلام الخالدة التي تحملها مصر للعالم، قبل أن يُختتم الحفل بعرض مهيب للملك توت عنخ آمون جسّد رمزية الخلود وعظمة الحضارة.
ويُعد المتحف المصري الكبير، الذي يقع على مقربة من أهرامات الجيزة، أضخم متحف أثري في العالم، إذ يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية، بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بشكل متكامل. حيث يعد صرحا هندسي وفني يجمع بين الأصالة والحداثة، يقدّم للعالم نافذة مشرقة على أعرق حضارات الأرض، مؤكداً أن الثقافة تبقى الجسر الأقوى الذي يربط الشعوب ويصون ذاكرة الإنسانية.
للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.