كفى من إطلاق اقوال بلا معنى ،كفى من المزايدات الكلامية البعيدة عن الواقع ،فليس لا الوقت ولا الزمان ولا الوضع مناسب ، كاتب الدولة لحسن السعدي المنتمي لحزب يرأس الحكومة ، الذي اختار أن يتكلم من أجل الكلام فقط، بعيدا عن الواقعية والوضع الذي نعيشه الآن للأسف.
اتهم السعدي الأحزاب سياسية بـ”استغلال المطالب الاجتماعية” وكأنه يعيش في عالم موازٍ أو افتراضي، ظنا بأن المواطن مجرد متفرج على لعبة السياسية البائسة، لا يفقه شيء.
دعوة السعدي الشباب للانتظار إلى أن تستجيب الحكومة الكفاءة لالتزاماتها التي تتطلب وقتًا” ليست سوى محاولة لتجميد النقاش وتهدئة الغضب بأسلوب استعلائي يفتقر للحساسية تجاه الواقع.
هل يدرك سي السعدي ، بأن المغاربة لم ينسوا أبداً ما حدث خلال فيضانات الجنوب؟. و كيف كان لحسن السعدي منشغلاً بالرقص والاحتفالات، بينما كانت مياه الفيضانات تغمر القرى والمدن، والناس تفقد حياتها. هذا الموقف، الذي يظل محفورًا في ذاكرة المواطنين، يبرز مدى لا مبالاته بالمأساة، ويجعل صمته اليوم أفضل له من أي خطاب يُسجل عليه.
الشباب المغربي اليوم، الذي يرفع صوته للمطالبة بحقوقه، لن يقبل أن تُستهان مطالبه بكلمات جوفاء أو مزايدات سياسية. فمن يظن أن الكلام وحده يكفي، يخدع نفسه، فالمبالغة في الادعاء بالكسب والسيطرة على الأحداث لا تزيد إلا الاحتقان، وقد تتحول إلى عبء سياسي يثقل كاهل من يتكلم فقط ليتكلم.
للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.