منذ تولى صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين ،عرفت المملكة المغربية ،نهضة لا مثيل لها على عدة مستويات ،ومنها مستوى أرسى المؤسسات الدستورية والحقوقية والاقتصادية ،كما هي متعارف عليها على المستوى الدولي .
ونعني في هذا السياق ،مؤسسات من قبيل المجلس الأعلى لسلطة القضائية ،ومجلس حقوق الإنسان والنزاهة والوقاية من الرشوة والوسيط والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ومجلس المنافسة والحسابات …الخ.
كما تمت إعادة هيكلة مؤسسات أخرى واعطاءها دينامية جديد وتمكينها من الوسائل للقيام بعملها على أكمل وجه، وهنا يحضر القطب الأمني بتشكيلاته المتعددة والمختصة وغيره من الأجهزة ذات الصلة.
خلال هذه السنوات من حكم جلالة الملك نصره الله وحفظه ،اصبح المغرب مثالا يحتذى به في عدة مجالات من قبيل التدبير الأمني والمقاربات في مجال إعادة هيكلة المجال الديني والرياضي وعلى المستوى الديبلوماسي والتنموي من خلال إطلاق مشاريع كبرى أضحت لها انعكاسات كبيرة على كافة المجالات .
المغرب اليوم ،يحظى بمكانة عالمية ، ويشهد دينامية قوية ويشارك بفعالية في حلحلة عدة ملفات ذات طابع دولي .
المغرب اليوم، يبني علاقات دولية وإقليمية وقارية قوية تعتمد على نهج احترافي يأخذ بعين الاعتبار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مع الحرص على تقديم المشورة والدعم اللازمين لذات الدول لتجاوز معيقاتها الداخلية .
المغرب اليوم ،يحقق انتصارات ديبلوماسية وقانونية على مستوى قضيته الوطنية، يناقش ويحاور ويتفاوض ويبدي الاستعداد لفتح حوار مع كل الأطراف تحت طاولة الأمم المتحدة ،المختصة حصريا بالملف .
لكن في الآن ذاته ،المغرب عن قناعة،كما عبر عن ذلك جلالة الملك في عدة خطب ،لن يتنازل قيد أنملة عن حقه في مغربية الصحراء والتي استعادتها نهائيا عبر المسيرة الخضراء في سنة 1975.

ورغم التفوق المغربي على أعداءه في كافة المجالات ،فإن ذلك لا يعني التراخي أو الرجوع للوراء أو الاستكانة والقناعة بتلك المنجزات ،فطموح المغربي يجب أن يكون أكبر بكثير من مجرد التنافس بلد فاشل تائه في مسارات وكواليس ما قبل القرن العشرين.
وهذا الطموح يجسده الاستعداد لتنظيم تظاهرات دولية رياضة وغير رياضية ،كما يعبر عنه أيضا رغبة المغاربة في بلوغ بلدهم مرتبة البلدان المتقدمة على المستوى الاقتصادي والحقوقي والتنموي ،وهذا يتطلب من المؤسسات الدستورية ،المذكورة أنفا ،أن تكون في مستوى طموحات المغاربة والا تكون رهينة بالتسابق مع الفاشلين في الجوار المغاربي ، بل عليها أن تنكب على معالجة اختلالاتها الداخلية والقدرة على القيام بدورها المنوط بها على أكمل وجه ،أن تكون نموذجا ،حال مؤسسة القطب الأمني المغربي ،والذي أصبح رائدا على المستوى الدولي والعالمي .
لن يسمح المغاربة بأن تكون المؤسسات التي أنشاءها جلالة الملك محمد السادس نصره لتتولى تدبير وتصحيح بعض الاختلالات ،وكرا للخروقات ومنتج للفشل والمحسوبية وعدم الكفاءة.
لا يمكن لبلد يطمح لمستوى رفيع من التدبير السياسي والدبلوماسي والقضائي والتنموي ومنارة في القارة الأفريقية ،أن يبلغ طموحه المشروع بدون تنافس بين مؤسساته في بلوغ أعلى درجات الكفاءة والمسؤولية والتدبير المحكم والحكامة واستحضار المسؤولية الوطنية .
لا بد من استحضار المحاسبة الدقيقة والفاعلة في تجاوز (الفشل والتراخي) في بعض المسؤوليات .
وعيدكم مبارك
علي الأنصاري