تشهد الجزائر تصاعدًا خطيرًا في استهلاك المخدرات، خصوصًا الكوكايين والمهلوسات الصناعية، وسط صمت رسمي وغياب استراتيجيات واضحة لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة. تقارير تشير إلى انتشار واسع لهذه المواد بين الشباب وحتى بين تلاميذ المدارس، فيما تكتفي السلطات بإطلاق وعود بمراجعة العقوبات، دون أي خطوات ملموسة على الأرض.
وبات واضحًا أن الجزائر لم تعد مجرد بلد عبور، بل تحولت إلى سوق استهلاكية نشطة، في ظل تغاضي السلطات عن تفكيك شبكات إجرامية، بعضها مرتبط بجماعات مسلحة في منطقة الساحل، تنشط في تهريب الكوكايين والسلاح والبشر، ولها امتدادات قوية في أمريكا اللاتينية وأوروبا.
ويرى خبراء أن السلطات لا تُظهر الجدية الكافية في مواجهة هذه الظاهرة، متهمين أطرافًا نافذة في أجهزة الدولة بـ”التواطؤ أو الاستفادة غير المباشرة” من استمرار انتشار المخدرات، سواء عبر تغلغل الأموال المشبوهة في الاقتصاد، أو في تمويل بعض الحملات الانتخابية والأنشطة السياسية.

كما يحذر مختصون من أن المقاربة الأمنية الشكلية تخفي عجزًا حقيقيًا عن معالجة الأسباب العميقة، المرتبطة بالأزمات الاجتماعية، والتفكك الأسري، وغياب آليات الوقاية، في وقت تتزايد فيه معدلات الجريمة والعنف وحوادث السير.