في مشهدٍ يجمع بين الإهمال الفاضح والتعدي الصارخ على حرمة الأحياء والأموات، تحوّلت قطعة أرض وسط حي سكني وسط مدينة الصخيرات إلى مزبلة عشوائية تنبعث منها روائح كريهة وتتناسل فيها الفئران والحشرات والعقارب السامة، في ظل غياب تام وتجاهل غير مبرر من السلطات المحلية.
الأخطر من كل ذلك، أن هذه “المزبلة” تحتضن في عمقها مسجداً مهجوراً به قبور، في انتهاك صارخ لقدسية المكان وحرمة الموتى، دون أن يحرك المسؤولون ساكناً أو يفتحوا تحقيقاً يحدد المسؤوليات ويضع حداً لهذا العبث المقزز.

شاحنات محملة بمخلفات الردم والنفايات القادمة من أوراش البناء تتوافد على هذا الموقع، حيث يتم تفريغ حمولتها دون أي رادع قانوني أو رقابة، مما يثير علامات استفهام كبرى حول من يقف وراء هذا التسيّب، وهل هناك تواطؤ ضمني يسمح بهذا الاعتداء البيئي والإنساني الخطير؟
سكان الحي أطلقوا مراراً نداءات استغاثة للسلطات الإقليمية والبيئية، غير أن صرخاتهم ذهبت أدراج الرياح، تاركة وراءها شعوراً بالخذلان واليأس من جهاز إداري يبدو أنه فقد حسّ المسؤولية أو اختار الصمت المشبوه.
فإلى متى سيظل بعض المسؤولين يتعاملون مع قضايا المواطنين بمنطق الآذان الصماء؟ وهل سيتدخل عامل الإقليم لوضع حد لهذه الفضيحة قبل أن تتفاقم أكثر؟ أم أن حرمة الإنسان، حياً وميتاً، لم تعد تعني شيئاً في أجندات بعض من يتولون تدبير الشأن المحلي؟