الحدث السياسي ليوم السبت 17 ماي 2025، كان لافتاً ومثيرا للجدل على نطاق واسع. سيارات فاخرة من نوع “طوارق Touareg” تشق طريقها وسط تصفيق وهتاف الجماهير، وموكب رسمي يستعرض قوته في شوارع المدينة… كل هذا لم يكن سوى مقدمة لدخول عزيز أخنوش، رئيس الحكومة وزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى قلب معقل حزب الاستقلال بجنوب المملكة.
في ثاني محطة من جولة “مسار الإنجازات”، حطت “الحمامة” رحالها بالعيون، وسط أجواء مشتعلة سياسياً، حيث تعيش المدينة على إيقاع منافسة شرسة بين حزبين من العيار الثقيل: “الأحرار” الذي يطمح لاختراق المشهد، و”الاستقلال” الذي يحاول الحفاظ على إرثه السياسي في الجهة، بقيادة حمدي ولد الرشيد، أحد أبرز الوجوه السياسية في الصحراء.
المؤتمر الجهوي الذي عقده حزب الأحرار تميز بحضور قوي من مناضليه وداعميه، وعلى رأسهم شخصيات نافذة مثل محمد الجماني، إلى جانب رجال أعمال بارزين يمتلكون ثقلاً اقتصادياً محلياً. وقد حاول أخنوش من خلال خطابه أن يعزز الثقة في حزبه، مستعرضاً ما وصفه بـ”الإنجازات الحكومية” في محاربة الفقر ودعم التعليم والصحة والمقاولات.
لكن ما خفي في هذا المشهد السياسي أكثر إثارة مما بدا عليه. فبجانب الأهازيج والترحيب الحار، شهد المؤتمر توتراً خفياً بعد احتكاكات مع بعض ممثلي وسائل الإعلام، ما كشف عن جانب غير معلن من الصراع المحتدم بين القوى السياسية في الجهة.

ويجمع متابعون للشأن السياسي أن حزب الأحرار يحاول بجدية زعزعة هيمنة الاستقلال في جهة العيون، معتمداً على خطاب تنموي وتحالفات محلية استراتيجية. إلا أن المهمة يبدو انها ليست بالسهلة.
ويبقى السؤال الكبير الذي يطرحه الشارع السياسي في العيون: هل تنجح “الحمامة” في الإطاحة بـ”الميزان”؟ أم أن الانتخابات المقبلة ستعيد رسم المشهد وفق موازين أكثر تعقيداً، حيث لا تكفي البرامج والوعود.
الجواب مؤجل إلى حين… لكن المؤكد أن ما يجري في العيون اليوم ليس سوى بداية لمعركة انتخابية مشتعلة قد تغيّر وجه السياسية في الجهة إلى الأبد.