في بلد يعلن فيه النظام كل يوم عن نجاحات وهمية، يعيش المواطن الجزائري مأساة حقيقية لا يجرؤ أحد على التحدث عنها بصراحة. من غلاء أسعار لا يُحتمل، يجعل لقمة العيش حلماً بعيد المنال، إلى كارثة صحية تخفيها السلطات بكل ما أوتيت من قوة.
الحديث اليوم عن أكباش الأضحيات التي يُفترض أن تُفرح العائلات في الأعياد، لكنها تتحول إلى أشباح هامدة بسبب مرض معدٍ وغامض. أكباش مستوردة، لا أحد يعرف مصدرها الحقيقي، ولا أحد يجرؤ على كشف أسباب نفوقها المتكرر في ولايات متفرقة، في ظاهرة غريبة تكاد تُشبه “إبادة جماعية صامتة” للقطيع.
الجزائريون، الذين يجدون صعوبة بالغة في تحمّل مصاريف الحياة اليومية، يجدون أنفسهم أمام معضلة جديدة: كيف يحتفلون بعيد الأضحى وسط خوف من أمراض غامضة تفتك بأضاحيهم؟ والأسوأ من ذلك، أن الحكومة تلتزم الصمت المطبق، وكأن هذه الأزمة مجرد حلم مزعج يجب نسيانه سريعاً.
بينما الشعب يعاني، تستمر آلة التضليل في العمل، وتستمر الخطابات التي لا تحمل سوى كلمات جوفاء، وحكايات من الماضي تبتعد كل البعد عن الواقع المرير. وهكذا، يتكدس الألم في صدور الجزائريين الذين لا يملكون سوى الصمت كأدوات احتجاج.

هل يعقل أن تُترك قضية بهذا الحجم تُدفن تحت ركام الصمت؟ وهل يمكن لحكومة تدّعي حرصها على صحة المواطن أن تغض الطرف عن خطر صحي واضح يهدد سلامة الأغنام، وقبله سلامة المواطنين أنفسهم؟
هذا هو واقع الجزائر اليوم: بلد يتحمل شعبه فيه كل شيء، حتى الكوارث التي لا يُسمح لهم بالتحدث عنها.
هل هذه الصيغة أقرب إلى ما تريده؟ إذا أردت، يمكنني تعزيز السخرية أو التهكم أو الإضافة بأسلوب مختلف.