حين يُصبح التطرف “تراثاً ثقافياً” في نشرات الأخبار الجزائرية 

رغم قلة عدد المشاركين في تجمعه الأخير، حظي “الحزب الوطني البروتوني” (PNB)، وهو كيان يميني متطرف لا يتجاوز عدد نشطائه الفاعلين بضع عشرات، بتغطية إعلامية مثيرة للجدل من قناة “كنال ألجيري”، ثاني قناة تلفزيونية عامة في الجزائر ناطقة بالفرنسية.

 

وكانت السلطات المحلية في مدينة بونتيفي، الواقعة في إقليم موربيان الفرنسي، قد منعت في البداية هذا التجمع بموجب قرار صادر عن المحافظة، قبل أن تقضي المحكمة بإلغائه، مما أتاح للحزب تنظيم تظاهرة يوم 3 ماي الجاري. غير أن الحدث لم يحظَ باي اهتمام، إذ لم يتجاوز عدد المشاركين فيه عشرة نشطاء أعلنوا أن وجودهم

 

المفاجأة لم تكن في الحدث ذاته، بل فيما تلاه: إذ خصّصت قناة “كنال ألجيري” الرسمية، في نشرتها الإخبارية ليوم 11 ماي عند منتصف النهار، تقريراً عن منطقة بروتاني، تضمن صوراً أرشيفية قديمة غير موضحة السياق، ومشاهد نمطية عن الثقافة المحلية، لكنها لم تخفِ في مضمونها ترويجاً غير مباشر للحزب اليميني المتطرف، متجاوزة بذلك الحدث الهامشي إلى تسويق خطاب أيديولوجي مرفوض لدى غالبية الرأي العام الفرنسي.

 

اشهار وسط المقالات

وقد أثار التقرير استغراب العديد من المتابعين، خاصة في ظل تساؤلات عن دوافع قناة حكومية جزائرية لمنح منبر إعلامي لجماعة متطرفة محدودة التأثير في فرنسا، في وقت تشهد فيه العلاقات الفرنسية الجزائرية توتراً متجدداً حول قضايا سياسية وتاريخية حساسة.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة
اترك تعليقا