يشكل شهر رمضان الأبرك تحديا كبيرا بالنسبة لقطاع تنظيم الحفلات والمناسبات،المطالب بتكييف دقيق لأنشطته مع خصوصيات هذه الفترة المتميزة بطابعها الروحي.
وهكذا، يعمد مهنيو القطاع إلى نهج مبتكر للتوليف بين الترفيه واحترام التقاليد، عبر تعديل المواقيت، وإعادة النظر في البرامج المقترحة، وبلورة مفاهيم غير مسبوقة.
وباعتباره طقسا ملؤه الخشوع و التآزر، يوجب الشهر الفضيل تنظيم برمجة خاصة بالنسبة للوكالات ومنظمي المناسبات. وبالتالي تفسح الأنشطة النهارية المجال تدريجيا لتلك المنظمة مساء، لاسيما بعد الفطور.
وتعتمد المهرجانات، والندوات، والأماسي الثقافية نسقا خاصا، يشجع على اللقاءات لما بعد غروب الشمس، حتى ينز ل البعد الاجتماعي والفني المكانة التي تليق به.
في هذا السياق، يرى طارق، المسؤول بوكالة لتنظيم المناسبات ، ومقرها بالدار البيضاء، أنه يتم إبداع طرق جديدة في قطاع المناسبات الترفيهية، مضيفا “أعدنا التفكير في عروضنا لاقتراح مفاهيم تمتح بالروحانية، من قبيل ‘العشاء-الندوة’، وحفلات في فني السماع والمديح وتجارب مطبخية تبرز غنى المطبخ المغربي خلال شهر رمضان”.
وأوضح أنه يتم بالموازاة اعتماد تصميمات أخرى للفضاءات، والفنادق والرياضات والمطاعم من خلال ديكورات موضوعاتية، تدمج الأجواء بالعروض الخاصة بغرض توفير تجربة فريدة قوامها الأصالة والمعاصرة، لافتا إلى طقس مارس الممطر الذي كبح إلى حد ما زخم الأنشطة، مما أدى إلى إلغاء وإرجاء عدد منها.
و استطرد قائلا “تحتم علينا إعادة ضبط برامجنا في الدقائق الأخيرة، من خلال نقل عدة أنشطة نحو فضاءات مغطاة وتعزيز البروتوكول اللوجيستيكي”، مشيرا إلى أن هذه الوضعية غير المنتظرة أكدت أهمية اعتماد المرونة والتفاعلية بالنسبة للقطاع.
وأوضح المتحدث ذاته أنه في مواجهة هذه العراقيل، تراهن الوكالات على الحلول الهجينة التي تولف بين الفعاليات الحضورية والتجارب الرقمية. “لقد لمسنا عودة الاهتمام بالمؤتمرات عبر الإنترنت والفعاليات التفاعلية التي يتم بثها بواسطة تقنية التناظر المرئي، كوسيلة للحفاظ على التواصل مع الجمهور بالرغم من تقلبات أحوال الطقس”.
وعلى الرغم من التحديات التي تفرضها الأحوال الجوية و الاكراهات اللوجستية خلال رمضان، يرتسم هذا الشهر الفضيل كمحفز للابتكار بالنسبة لقطاع تنظيم الحفلات، وهو الذي يجد في هذه الفترة فرصة لإعادة ابتكار أنماطه وإثراء عروضه، مع احترام الطابع الروحي والثقافي لهذه الفترة المهمة من السنة.
و لفتت بسمة بناني، الفاعلة في قطاع تنظيم المناسبات، من جهتها، إلى أن هذا التوجه الجلي تكرس خلال السنوات الأخيرة، عبر الاحتفاء بعد أداء مناسك العمرة.
وأوضحت أن “الأسر ما فتأت ترغب في تخليد هذه اللحظة الروحانية من خلال مناسبة خاصة، على غرار عشاء يلتئم فيه الأقارب والأصدقاء، أو حفل استقبال متميز بعروض مستلهمة من عادات وتقاليد مكة والمدينة”، مشيرة إلى أن هذا “الطلب المتنامي يعكس الأهمية التي يتم إيلاؤها للطابع الاحتفالي في عقيدتنا”.
وأوضحت أن هذا التعلق الوجداني بالمناسبات الدينية لا يقتصر على العمرة، مبرزة ” أننا نسجل أيضا ارتفاع الطلب على موائد افطار ، الصائم حيث توفر المؤسسات كما الأشخاص الذاتيون وجبات لمن هم في حاجة. ويتعلق الأمر بواجب اجتماعي وتقليد يكرس كرم الضيافة المغربي”.
وتابعت “تعتبر كل مناسبة نحدثها بمثابة دعوة للسفر، وتجربة تولي اعتبارا فائقا لكل التفاصيل. وبالنسبة لشهر رمضان، نمتح من غنى تراثنا لإهداء تصاميم وديكورات مطبوعة بالأصالة والتفرد، حيث يضفي الضوء والأزياء والألوان بهاء دافئا ومبهجا على الأجواء برمتها “.
وخلصت قائلة “نشتغل أكثر على مناسبات تولف بين المثل الثقافية والتنشيط التسويقي خلال شهر رمضان، من قبيل إطلاق منتوجات بمفاهيم تتمحور حور العادات الرمضانية”.
و الواقع أن الشهر الفضيل أضحى مساحة مثلى للتعبير بالنسبة لقطاع تنظيم الحفلات والمناسبات، لأنه يزاوج بين الابتكار واحترام التقاليد العريقة.