كابرانات الجزائر يصنعون الوهم: محطات تحلية المياه تتحول إلى “ملاحم وطنية”!

في كل مرة يفشل فيها النظام الجزائري في إدارة أزمة ما، يلجأ إلى سياسة تضخيم الإنجازات الوهمية، وآخر فصول هذه المسرحية هو تحويل مشاريع تحلية مياه البحر إلى “حدث وطني تاريخي”، وكأن الجزائر اكتشفت تقنية غير مسبوقة.

 

مجلة “الجيش” الفاشلة، في عددها الأخير، روجت لمحطات التحلية باعتبارها “تجسيدًا للإرادة الفولاذية للجزائر المنتصرة”، رغم أن هذه التقنية أصبحت قديمة وتعتمدها دول عديدة منذ عقود دون بهرجة إعلامية. لكن في جزائر الكابرانات، كل مشروع بسيط يُحوَّل إلى أسطورة دعائية لتغطية الفشل الذريع في إدارة موارد الدولة.

 

الأزمة المائية التي تعيشها الجزائر ليست قدرًا محتومًا، بل نتيجة مباشرة لسوء التخطيط ونهب الموارد وغياب رؤية حقيقية للتنمية. ومع تزايد ندرة المياه بسبب التغيرات المناخية، لم تجد السلطة سوى اللجوء إلى حل ترقيعي، يتمثل في بناء محطات تحلية، مع ضخ دعاية ضخمة لإيهام الشعب بأن الكابرانات يقودون “ثورة مائية”.

 

بينما تستثمر دول مثل المغرب والسعودية والإمارات في أحدث التقنيات لتحلية المياه دون صخب إعلامي، يصر النظام الفاشل على تسويق المشاريع العادية كإنجازات تاريخية، في محاولة يائسة لصرف الأنظار عن الأزمات الحقيقية التي تعصف بالبلاد، من انهيار اقتصادي إلى فساد ينخر مؤسسات الدولة.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة