“الأحرار” يعيد ترتيب بيته الداخلي في الدار البيضاء.. هل فعلا تراجعت شعبيته؟

في ظل تصاعد الانتقادات لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، يجد حزب التجمع الوطني للأحرار نفسه مضطرًا لإعادة ترتيب أوراقه في العاصمة الاقتصادية، وذلك في خطوة تُفهم على أنها تحضير مبكر لإستحقاقات 2026، لكنها في الوقت نفسه تؤكد تراجع شعبيته بعد ثلاث سنوات من قيادة الحكومة.

 

مصادر مطلعة كشفت أن أخنوش تلقى في الفترة الأخيرة تقارير داخلية تحذر من تصدعات تنظيمية داخل الحزب، خاصة في الدار البيضاء، حيث عبّر برلمانيون ومناضلون عن امتعاضهم من احتكار بعض القيادات لمساحة التواصل مع القيادة المركزية، إلى جانب الأداء المتواضع لعدد من المنتخبين المحليين، ما أدى إلى فقدان الحزب جزءًا من زخم الحضور الذي صنعه قبل انتخابات 2021.

 

هذا التململ الداخلي دفع الحزب إلى التحرك، عبر إطلاق جولة تنظيمية جديدة مشابهة لحملة “100 يوم في 100 مدينة” التي اعتمدها سابقًا لحشد التأييد. ومن المرتقب أن تبدأ هذه الحملة بعد شهر رمضان، مع تركيز خاص على الدار البيضاء، والرباط حيث يسعى إلى استعادة ثقته بين الناخبين، في ظل تصاعد حالة السخط الشعبي بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

 

وفي محاولة لتصحيح المسار، تتجه قيادة الحزب نحو ضخ دماء جديدة، من خلال استبدال بعض المسؤولين المحليين الذين فشلوا في تحقيق نتائج مُرضية، وتعويضهم بوجوه أخرى. هذه الخطوة، وإن كانت تحمل طابعًا تجديديًا، إلا أنها تؤكد أيضًا اعترافًا ضمنيًا من الحزب بضرورة إعادة الانتشار لمواجهة الصعوبات القادمة. ورغم أنه لا يزال يحاول الحفاظ على تماسكه، إلا أن التحديات التي يواجهها، سواء من داخل أجهزته التنظيمية أو من الشارع، تضعه أمام اختبار صعب: فهل سيتمكن “الأحرار” من استعادة زخمه، أم أن رياح التغيير السياسي قد بدأت تهب ضده؟

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة