اقترب المغرب من إتمام مشروع الربط المائي بين سدي وادي المخازن ودار خروفة، الذي يُعدّ واحداً من أهم المشاريع الاستراتيجية لتعزيز الأمن المائي في البلاد. وبتكلفة إجمالية بلغت 840 مليون درهم، يمتد المشروع على مسافة 41 كيلومتراً، بهدف تحويل فائض المياه العذبة من سد وادي المخازن، بما يعادل 100 مليون متر مكعب سنوياً، نحو سد دار خروفة.
وفي ظل أسوأ موجة جفاف يشهدها المغرب في تاريخه، يُرتقب أن يساهم المشروع في تلبية احتياجات الري بمنطقة دار خروفة، مما يعزز الإنتاج الزراعي في مساحة تُقدّر بنحو 21,000 هكتار. إضافة إلى ذلك، سيوفر المشروع مصدراً مهماً لتلبية الطلب المتزايد على المياه الصالحة للشرب في منطقة طنجة والمناطق المجاورة.
ووفقاً لبيانات وزارة التجهيز والماء، فإن نسبة إنجاز المشروع تجاوزت 96%، ما يشير إلى قرب دخوله حيز التشغيل في المستقبل القريب. ويعد هذا المشروع جزءاً من استراتيجية المغرب لتعزيز إدارة الموارد المائية ومواجهة تحديات ندرتها، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على مخزون السدود.
يأتي هذا المشروع استكمالاً لجهود المغرب في تطوير البنية التحتية المائية، حيث سبق أن أطلق في أغسطس 2023 أول طريق سريع للمياه في القارة الإفريقية، يربط بين وادي سبو والقنيطرة وبورقراق بالرباط. وقد أثبت هذا المشروع فعاليته في نقل الفائض المائي إلى المناطق التي تعاني من عجز، ليصبح نموذجاً مبتكراً في إدارة الموارد المائية على مستوى القارة.