انطلقت، مساء امس الأربعاء بفضاء رواق باب فاس بسلا، فعاليات معرض الصور الفوتوغرافية للمدينة العتيقة “سلا.. جذور وحضارة” الذي تنظمه جماعة سلا بشراكة مع مؤسسة سلا للثقافة والفنون، في الفترة الممتدة من يناير إلى غشت 2025.
ويندرج هذا المعرض المفتوح في وجه العموم، في إطار الجهود الهادفة للتعريف بتراث مدينة سلا الأصيل والمتنوع، وكذا ربط جسر التواصل بين عبق الماضي والواقع الحاضر، وذلك من خلال مجموعة منتقاة من الصور التي تظهر جوانب من تاريخها العريق، ومعالمها التراثية الفريدة.
كما يشكل هذا الحدث الثقافي محاولة لتوثيق الذاكرة الجماعية السلاوية عبر رحلة بصرية تجول بين الأسوار العتيقة والأبواب الشهيرة والمساجد التاريخية، والمدارس والساحات والأزقة، وغيرها من أماكن وفضاءات هذه المدينة الضاربة جذورها في عمق التاريخ.
وأكد رئيس جماعة سلا، عمر السنتيسي، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن هذا المعرض يأتي في إطار جهود تأهيل وتثمين المدن العتيقة، “باعتبار مدينة سلا من بين الحواضر المغربية العريقة، التي شكلت بوتقة لتلاقح الحضارات”.
من جهة أخرى، أشار السيد السنتيسي إلى أن “لهذا المعرض بعدا تربويا وبيداغوجيا يتمثل في تخصيص أنشطة للتلاميذ”، مبينا أنه تم التنسيق مع مختلف الفاعلين التربويين من أجل إنجاح هذا الورش.
من جانبه، اعتبر رئيس مؤسسة سلا للثقافة والفنون، محمد لطفي المريني، في تصريح مماثل، أن “هذه الفعالية الثقافية الكبرى” الرامية لصون وتثمين البعد الحضاري للمدن العتيقة، تشكل “رافعة مهمة لتطوير السياحة الثقافية على المستوى المحلي”.
وأكد، في هذا السياق، أن المدينة العتيقة لسلا، التي نزعت أبوابها الخشبية من منافذها السبعة لاستقبال الوافدين عليها للإقامة أو الزيارة، ترحب بزوار المعرض، “كما فعلت عبر التاريخ، حين مر أو استقر بها، إلى جانب العامة، سلاطين، وعلماء، وأدباء، تركوا لنا إرثا ما زالت الأجيال المتعاقبة تغنيه، وتحتفي به، وتتقاسمه، وتتناقله”.
وسيتنقل هذا المعرض بين الساحات والمدارس والنزل والجامعات والمركبات الثقافية، حاملا محتوياته ضيوفا على أهل المدينة وزوارها، ملوحا بأعلام الجذور والحضارة السلاويين، مقتحما الأحياء القريبة والبعيدة عن المدينة العتيقة، داعيا سكانها إلى احتضانها وتملك تراثها، ومصاحبا تلاميذها وتلميذاتها في جولاتهم الميدانية لاكتشاف جواهرها.