المغرب يشارك في مهرجان مدائن التراث بشنقيط

شكلت الدبلوماسية الثقافية وأهميتها وشروط نجاحها والمحافظة على التراث ومعاييرها ومفاهيمها محور المشاركة المغربية في المكون العلمي لمهرجان مدائن التراث الذي تتواصل فعالياته بمدينة شنقيط الموريتانية حتى 17 دجنبر الجاري.

فقد أكد الأستاذ الجامعي عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، في محاضرة ضمن المكون العلمي الذي اختير له شعار “منارات إشعاع علمي وجسور تبادل ثقافي”، أن كل دبلوماسية ثقافية ناجعة تقوم على التكامل بين العمق والإشعاع.

وركز أستاذ العلاقات الدولية عند تطرقه لأهمية الدبلوماسية الثقافية وفعالياتها في عالم اليوم، والمنهجية المفترض أن تؤطرها، على ضرورة توافر استراتيجيتين متكاملتين لهذا الفعل: استراتيجية الإشعاع واستراتيجية العمق.

وذكر بالأدوار التي يمكن أن تلعبها فعاليات المجتمع الأكاديمية والثقافية في مجال إشعاع الدول ودعم مكانتها بين الأمم، مستحضرا التجربة المغربية في هذا المجال.

وقال إن تحقيق أهداف السياسة الخارجية لأي بلد لم يعد يقتصر على العلاقات الدولية الكلاسيكية وإبرام المعاهدات الثنائية ومتعددة الأطراف، بل يحتاج إلى فتح هوامش جديدة رسمية وغير رسمية، تكون داعمة لإشعاع الدول وتحقيق أهدافها في السياسة الخارجية، سواء على المستوى الدبلوماسي أو السياسي أو الاقتصادي أو على مستوى المساهمة الفاعلة في الممارسة الدولية.

وتوقف عبد الفتاح البلعمشي عند العلاقات المغربية الموريتانية “المثالية” وممكنات تطويرها، خصوصا في ما يتعلق بأدوار المجتمع في هذا الصدد.

وتناول عز الدين كرا، الخبير المغربي في التراث الثقافي ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث في التراث المغمور بالمياه، في مداخلته موضوع “المحافظة على التراث الثقافي على ضوء الاتفاقيات والمواثيق الدولية”.

وفي معرض استعراضه لبعض المفاهيم الأساسية التي يجب استحضارها في مجال المحافظة على التراث، توقف عز الدين كرا عند ضرورة تثمين التراث الثقافي وجعله في صلب عملية التنمية المستدامة، واستحضار مركزية العنصر البشري في هذه العملية، سواء كمحتضن لهذا التراث أو ممارس له أو مشتغل في مجال المحافظة عليه.

وتطرق الخبير المغربي إلى أهم الاتفاقيات الدولية في هذا المجال، حيث أبرز مضمون اتفاقية 1972 لليونسكو المتعلقة بحماية التراث العالمي، وكذا اتفاقية 2001 المتعلقة بحماية التراث المغمور بالمياه، ثم التطورات التي حملتها اتفاقية 2003 الخاصة بالتراث اللامادي.

وقدم المحاضر أمثلة للميكانيزمات العملية والمعيارية التي توفرها مثل هذه الوثائق في مجال التدبير اليومي للتراث الثقافي.

يذكر أن المهرجان، الذي حلت المملكة المغربية ضيف شرف على دورته سنة 2019 بشنقيط، كان يسمى سابقا “مهرجان المدن القديمة” قبل أن يتقرر تغيير اسمه عام 2021. وينظم بالتناوب بين المدن التاريخية شنقيط ووادان وتيشيت وولاتة، والتي كانت مراكز للعلم ومحطات للقوافل التجارية المتنقلة بين غرب وشمال إفريقيا.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة