تحالف الظل: الجزائر والبوليساريو يمدّان نظام الأسد بالمقاتلين والدعم العسكري

 

كشفت وثيقة استخباراتية مسربة صادرة عن إدارة المخابرات العامة السورية، بتاريخ يناير 2012، معلومات خطيرة حول تورط الجزائر وجبهة البوليساريو في دعم نظام بشار الأسد خلال الثورة السورية. الوثيقة، التي تحمل طابع “سري للغاية”، تفضح تنسيقاً عسكرياً عميقاً بين النظام السوري وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، ما يكشف طبيعة الأدوار الخطيرة التي تلعبها هذه الأطراف لتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي.

تفاصيل الوثيقة المسربة

تثبت الوثيقة أن قيادات جبهة البوليساريو، المدعومة بشكل مباشر من الجزائر، تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات السورية لإشراك مقاتليها في برامج تدريب عسكري تحت إشراف الجيش السوري. وجرى هذا التنسيق بدعم كامل ومباركة من النظام الجزائري، الذي سهل عمليات إرسال المقاتلين الصحراويين إلى معسكرات تدريب متخصصة داخل سوريا.

وتوضح الوثيقة أن 120 مقاتلاً من البوليساريو خضعوا لتدريبات في وحدات الهندسة العسكرية والقتال التكتيكي. وبعد انتهاء التدريب، تم توظيف هؤلاء المقاتلين في مهام قتالية خاصة لدعم قوات الأسد ضد المعارضة السورية. وأكدت الوثيقة أن هذه الخطوة جاءت بعد اجتماعات سرية عقدت في الجزائر، ضمت ممثلين عن النظام السوري وقيادات من البوليساريو، تحت إشراف مباشر من إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو، واللواء محمد لمين البوهالي، أحد القيادات العسكرية البارزة.

 

دعم الجزائر لجبهة البوليساريو ونظام الأسد: انعكاسات خطيرة

في تعليق لصحيفة “مغربنا 24”، أكدت الباحثة في  الدراسات الأمنية و الجيوسياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، لبنى بوكوري، أن دعم الجزائر لجبهة البوليساريو ونظام الأسد يكشف تحالفات تخدم أجندات تهدد الاستقرار الإقليمي. وأشارت إلى أن تواجد قوات البوليساريو في سوريا، بمباركة الجزائر، يعكس انحيازاً سياسياً واضحاً لنظام قمعي يواجه مطالب شعبية بالحرية والعدالة، ما يضع الجزائر في موقف محرج دولياً، خاصة أمام القوى التي تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

وأضافت بوكوري أن هذا الدعم يظهر كامتداد لتعميق التوترات مع المغرب، حيث يعكس سياسة إقليمية عدائية للمملكة المغربية. وأكدت أن تواطؤ البوليساريو في الحرب السورية ودعمها لنظام الأسد القمعي يعكس تقارباً بين الأنظمة التي تعتمد على قمع الشعوب كأسلوب مشترك للحفاظ على السلطة، مما يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.

 

التنسيق العسكري وخطر نقل الخبرات القتالية

وفقاً لما كشفته الوثيقة، فإن التنسيق العسكري بين البوليساريو والنظام السوري يمثل تهديداً مزدوجاً يتمثل في نقل الخبرات القتالية إلى شمال إفريقيا. هذا الخطر، بحسب بوكوري، يعزز التحديات الأمنية في المنطقة، خاصة مع وجود قضايا مرتبطة بالإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.

 

أثر التحالفات على العلاقات المغربية الجزائرية

تشير بوكوري إلى أن هذه التحركات تسهم في زيادة التوترات الثنائية بين المغرب والجزائر. استخدام الجزائر لجبهة البوليساريو كأداة لزعزعة استقرار المنطقة، وخاصة أمن المغرب، من خلال تدريب المقاتلين وإرسالهم إلى مناطق النزاع، يعكس طبيعة السياسة الخارجية الجزائرية الاستفزازية.

وأضافت أن دعم الجزائر للبوليساريو في سوريا يعزز الفجوة بين البلدين، مما يبرز دور الجزائر كطرف معادٍ للمملكة المغربية، في الوقت الذي يواصل فيه المغرب دفاعه عن وحدته الترابية واستقراره الإقليمي عبر تحركات دبلوماسية متزنة تعكس عدالة قضيته.

 

خطر التحالفات على الاستقرار الإقليمي

أشارت بوكوري إلى أن دعم الجزائر لنظام الأسد وحلفائه، بما في ذلك حزب الله، يمثل تهديداً لاستقرار المنطقة بأكملها. التنسيق العسكري بين البوليساريو والنظام السوري قد يؤدي إلى انتقال الخبرات القتالية إلى شمال إفريقيا، ما يشكل خطراً مباشراً على الأمن الإقليمي في ظل تحديات الإرهاب والجريمة المنظمة.

 

المغرب: دبلوماسية متزنة واستراتيجية حكيمة

في مقابل هذه التحالفات العدائية،   تابعة الباحثة قائلة أن  المغرب كطرف يعتمد على دبلوماسية هادئة ومتزنة، مستنداً إلى إجماع وطني وعدالة قضيته. ومع استمرار محاولات الجزائر والبوليساريو لزعزعة الاستقرار، يواصل المغرب تعزيز مكانته كطرف يسعى إلى السلام والاستقرار، مدعوماً بتحركاته الإيجابية في المحافل الدولية.

تسلط هذه الوثيقة الضوء على الطبيعة الحقيقية لجبهة البوليساريو والنظام الجزائري كأدوات تخدم أجندات إقليمية توسعية ومعادية للاستقرار. وبينما يسعى الطرفان إلى تحقيق مصالح سياسية ضيقة على حساب شعوب المنطقة، يبقى المغرب متمسكاً بمبادئ السلام والاستقرار، مدعوماً بحكمة قيادته ودبلوماسيته الفعالة، لمواجهة هذه التحديات والدفاع عن حقوقه المشروعة.

 

 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة