” الحيادية الصحفية في الشأن الليبي للإعلام المغربي ” تساؤلات وآفاق التعاون !

يطرح غياب الإعلام المغربي عن المشهد الليبي تساؤلات حول دوره في نقل الحقيقة ومدى تأثير هذا الغياب على تغطية القضايا الليبية بموضوعية في المقابل تتصدر الساحة الليبية مؤسسات إعلامية دولية وإقليمية تسعى إلى تغطية الأحداث المختلفة مثل قناة الحرة الأمريكية وقناة فرانس 24 وقناة العربي وقناة العربية والحدث وقناة الغد وقناة TRT التركية (عربي) وقناة الشرق الإخبارية إلى جانب وكالات الأنباء العالمية المتواجدة في العاصمة الليبية طرابلس .

• التغطية الإعلامية الدولية بين المهنية والأجند

تتعتمد هذه المؤسسات على مراسلين وصحفيين يعملون على تغطية الأحداث في مختلف المناطق الليبية من الغرب إلى الشرق والجنوب مع التركيز على جمع الأخبار واستقصاء المعلومات . لكن رغم ما يبدؤ من التزام مهني لا يمكننا إنكار أن الأجندات السياسية والخطابات التحريرية تلعب دورًا كبيرًا في صياغة التغطية الإعلامية أحيانًا تتسم هذه التغطيات بالتحيز أو الإنتقائية مما قد يؤدي إلى تزييف الحقائق أو تقديمها منقوصة وفقًا للمصالح السياسية أو الاقتصادية لتلك المؤسسات .

• الإعلام المغربي غياب الحضور وفرصة التواجد

في ظل هذا المشهد يُطرح السؤال : لماذا يغيب الإعلام المغربي عن الساحة الليبية خاصة أن للمغرب تاريخًا من التعاون الوثيق مع ليبيا على مستويات سياسية واقتصادية واجتماعية ؟
يمكن للإعلام المغربي أن يكون عنصرًا فعالًا في تقديم تغطية متوازنة للشأن الليبي مستفيدًا من علاقات الأخوة التي تربط الشعبين من خلال حضوره في ليبيا وتغطيه الاحداث ويستطيع الإعلام المغربي تقديم منظور مختلف يعتمد على المهنية والموضوعية بعيدًا عن التحيز وبشكل حيادي ويسلط الضوء على القضايا المشتركة بروح التعاون .

• الدور السياسي للمغرب : نموذج يحتذى للإعلام

لا يمكن الحديث عن ليبيا دون الإشارة إلى الدور البارز الذي لعبه المغرب في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين أستضاف المغرب عدة جولات للحوار السياسي في مدن مثل بوزنيقة والصخيرات وكانت هذه اللقاءات حجر الأساس في تحقيق بعض الانفراجات السياسية وأظهر المغرب في هذه المحطات التزامًا واضحًا بدعم وحدة التراب الليبي والعمل على إيجاد حلول سلمية تعزز الاستقرار وتضمن السير نحو الانتخابات وإعادة بناء الدولة.

من هنا يمكن للإعلام المغربي أن يعكس هذا النهج السياسي المتزن من خلال تغطية إعلامية تسعى إلى توحيد الليبيين بدلًا من تأجيج الصراعات . كما يمكن أن يلعب دور الوسيط الإعلامي الذي يقدم منصة محايدة تجمع الأطراف المختلفة لطرح آرائهم بشكل موضوعي .

• الإعلام كشريك في بناء المستقبل

تظل الحاجة قائمة إلى إعلام مهني وحيادي سواء على المستوى المحلي أو الدولي لدعم ليبيا في تجاوز أزمتها الراهنة . الإعلام هو أداة أساسية لتشكيل الوعي العام ونقل الحقيقة لكن تأثيره يعتمد على مدى التزامه بالمصداقية وابتعاده عن الأجندات الضيقة التي قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

يمكن للإعلام المغربي أن يسهم بشكل فاعل في بناء مستقبل ليبيا من خلال تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين . كما يمكن تنظيم مبادرات تدريبية وتطويرية للصحفيين الليبيين بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية المغربية وتبادل الخبرات في مجالات التغطية المهنية وتوظيف التكنولوجيا الإعلامية الحديثة.

• في الختام

يبقى الإعلام سواء المحلي أو الدولي شريكًا أساسيًا في صياغة مستقبل أفضل لليبيا . الإلتزام بالحيادية والمهنية يجب أن يكون هدفًا رئيسيًا لأي مؤسسة إعلامية تسعى إلى الإسهام في استقرار المنطقة. في هذا السياق يمثل الإعلام المغربي فرصة سانحة للعب دور استراتيجي في تقريب وجهات النظر ودعم الاستقرار الليبي بما يعزز من تكامل الجهود الإقليمية لتحقيق نهضة شاملة ومستدامة في شمال أفريقيا.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة