انتخاب فتيحة المودني رئيسة مجموعة الجماعات الترابية “جهة الرباط – سلا – القنيطرة للتوزيع

 

في خطوة هامة لتعزيز دور المرأة في مجال التدبير المحلي والشراكات الجهوية، تم يوم الجمعة 29 نونبر 2024 انتخاب السيدة فتيحة المودني رئيسة لمجموعة الجماعات الترابية “جهة الرباط – سلا – القنيطرة للتوزيع“. الاجتماع الذي تم تنظيمه في مقر ولاية جهة الرباط – سلا – القنيطرة، شهد انتخاب المودني لهذا المنصب المهم وفقًا لمقتضيات القانون رقم 83.21 المتعلق بالشركات الجهوية المتعددة الخدمات.

 

يأتي هذا الانتخاب في سياق التحولات التي يشهدها المغرب في ميدان تدبير الخدمات العامة. فـ القانون 83.21 الذي أُقر حديثًا في المملكة يعزز من استقلالية الشركات الجهوية في تقديم خدمات توزيع الكهرباء والماء والصرف الصحي، مما يعطي دورًا أكبر للجماعات الترابية في إدارة هذه الخدمات الأساسية. تُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية تطوير الجماعات الترابية وتعزيز التنسيق بين الجهات على مستوى المشاريع التنموية التي تهم المواطن.

 

السيدة فتيحة المودني، التي تم انتخابها لرئاسة هذه المجموعة، تعد واحدة من الشخصيات البارزة في الساحة السياسية والجماعية في العاصمة المغربية، الرباط. فقبل انتخابها في هذا المنصب، كانت فتيحة المودني تشغل منصب رئيسة جماعة الرباط، وهي شخصية معروفة بدورها البارز في تطوير مشاريع تنموية محلية وتنظيم شؤون المدينة.

 

تتمتع فتيحة المودني بخبرة طويلة في مجال الإدارة المحلية، مما يجعلها مؤهلة لقيادة مجموعة الجماعات الترابية “جهة الرباط – سلا – القنيطرة للتوزيع“. ومن المتوقع أن تساهم بشكل كبير في تحسين مستوى الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين في الجهة، خصوصًا في مجالات الماء والكهرباء والصرف الصحي، وهي الخدمات التي تعتبر حجر الزاوية لأي عملية تنموية مستدامة.

 

تتضمن أهداف مجموعة الجماعات الترابية “جهة الرباط – سلا – القنيطرة للتوزيع” تحسين الكفاءة في توزيع المياه والكهرباء، بالإضافة إلى تعزيز قدرة الصرف الصحي في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء. كما يهدف المشروع إلى ضمان استدامة الموارد الطبيعية وتحقيق توزيع عادل للخدمات بين مختلف المناطق.

 

ومن جهة أخرى، تسعى هذه المجموعة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بتوفير خدمات أساسية للجميع، وهو ما يتماشى مع رؤية المغرب 2030.

 

إلى جانب ما يقدمه القانون الجديد من فرص كبيرة، تواجه مجموعة الجماعات الترابية تحديات كبيرة في مجال تسيير عمليات التوزيع. يعد التنسيق بين مختلف الجماعات الترابية في جهة الرباط – سلا – القنيطرة أمرًا معقدًا نظرًا لاختلاف احتياجات كل منطقة وتفاوت القدرات الاقتصادية في بعض المناطق الريفية. لذلك، تتطلب إدارة هذه الخدمات إشرافًا دقيقًا وحلولًا مبتكرة، وهو ما يمكن أن يسهم فيه التنسيق الجيد بين الجماعات المحلية والمجموعة.

 

الرباط، على الرغم من كونها عاصمة المملكة، تعتبر إحدى المناطق التي تشهد تفاوتات كبيرة بين الأحياء الراقية والمناطق الشعبية. وهذا يشكل تحديًا إضافيًا بالنسبة لمجموعة الجماعات الترابية، التي ستكون ملزمة بتوفير خدمات مميزة تراعي هذه الفوارق وتستجيب لمتطلبات الجميع. لذا، سيكون دور فتيحة المودني في توجيه هذه المجموعة أساسيًا لتحقيق التوازن في تقديم الخدمات والحد من التفاوتات.

 

يمثل انتخاب فتيحة المودني أيضًا خطوة مهمة نحو تعزيز تمثيل النساء في المناصب القيادية بالجماعات الترابية في المغرب. فالسيدة المودني تمثل نموذجًا يحتذى به للمرأة المغربية في المجال السياسي والإداري، حيث أثبتت جدارتها بقدرتها على التوفيق بين مختلف التحديات المحلية والاقتصادية. إن تواجدها في هذا المنصب يمكن أن يشكل حافزًا لنساء أخريات للانخراط بشكل أكبر في مجال السياسة والإدارة المحلية.

 

في إطار خطة عملها المستقبلية، تركز مجموعة الجماعات الترابية “جهة الرباط – سلا – القنيطرة للتوزيع” على تحسين خدماتها وإدارة الموارد بطريقة أكثر استدامة. وستسهم جهود فتيحة المودني في تعزيز الابتكار في مجال الطاقة والمياه، وهو ما سيؤثر بشكل إيجابي على الحياة اليومية للمواطنين.

 

في الختام، يمثل انتخاب فتيحة المودني حدثًا مهمًا في مجال الجماعات الترابية المغربية، حيث سيتطلب دورها تعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات المحلية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. من المتوقع أن تسهم في تحسين جودة الخدمات وتوسيع نطاق وصولها إلى جميع سكان الجهة، مما يضمن حياة أفضل لجميع المواطنين في الرباط وسلا والقنيطرة.

 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة