تعد الانتخابات البلدية في ليبيا 2024 خطوة حاسمة نحو إعادة بناء المؤسسات المحلية وتعزيز الاستقرار السياسي في البلاد. يُأمل أن تساهم هذه الانتخابات في إنهاء حالة الانقسام الداخلي التي تعيشها ليبيا منذ سنوات، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحكم المحلي والمشاركة الشعبية الفاعلة. يعتبر الكثيرون أن هذه الانتخابات بمثابة نقطة انطلاق لمسار طويل نحو تعزيز الديمقراطية المحلية وبناء دولة مستدامة.
تتم الانتخابات في مرحلتين، حيث تشمل المرحلة الأولى 58 بلدية موزعة على مختلف المناطق الليبية، منها 29 بلدية في الغرب، و12 بلدية في الشرق، و17 في الجنوب. تُعتبر هذه الانتخابات بمثابة اختبار حقيقي للقدرة على تنظيم انتخابات شفافة في جميع أنحاء البلاد.
وأعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أن 2317 مرشحاً يتنافسون على المقاعد البلدية في هذه المرحلة الأولى، ما يعكس درجة المشاركة الكبيرة والاهتمام الشعبي.
تم تصميم النظام الانتخابي ليأخذ في الاعتبار التعداد السكاني للبلديات، حيث تُخصص عدد مقاعد معينة تبعاً لحجم كل بلدية. هذا يضمن تمثيل الجميع بشكل عادل في المجالس المحلية، سواء كانت البلديات صغيرة أو كبيرة من حيث عدد السكان.
ويأمل الليبيون أن تساهم هذه الانتخابات في تعزيز المؤسسات المحلية وتشجيع المبادرات التنموية على المستوى القاعدي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتخابات البلدية تمثل فرصة لتفعيل الدور المجتمعي في بناء ليبيا الحديثة، وتعزيز مشاركة المواطنين في اتخاذ القرارات المحلية. ويسعى الناخبون في مختلف المناطق إلى انتخاب مرشحين يمثلون مصالحهم ويعكسون اهتماماتهم في التنمية المحلية. ويعتبر العديد من الخبراء أن الانتخابات البلدية ستسهم بشكل كبير في استعادة ثقة المواطنين في النظام السياسي.