في خطوة تعزز دور النساء في قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، صوت أعضاء المجلس الوطني للحزب، يوم السبت، على فاطمة السعدي لتصبح عضوًا في القيادة الجماعية للأمانة العامة، لتعويض صلاح الدين أبو الغالي الذي شغل هذا المنصب سابقًا.
ولم يكن اختيار السعدي وليد الصدفة، إذ أن فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية للحزب، اقترحت اسمها خلال الاجتماع. يُعرف عن السعدي مسيرتها الغنية في الحزب، حيث كانت نائبًا للأمين العام خلال فترة عبد اللطيف وهبي من 2020 إلى 2024، وكانت من أبرز الشخصيات في المكتب السياسي للحزب.
يمثل هذا الانتخاب استمرارية لدور السعدي القيادي، خصوصًا بعد أن شغلت عضوية المكتب السياسي لولايتين متتاليتين، ما جعلها تحظى بمكانة مرموقة داخل الحزب. في اجتماع المجلس الوطني في 11 ماي 2024، كان اسمها الأول في قائمة المنصوري لعضوية المكتب السياسي.
فاطمة السعدي ليست مجرد قيادية في الحزب، بل لها تاريخ طويل في الشأن المحلي، إذ أنها تنحدر من مدينة الحسيمة، وهي مدينة تعرف بتاريخها السياسي والاجتماعي الهام. شغلت السعدي منصب رئيسة المجلس الجماعي لمدينة الحسيمة بين عامي 2015 و2021، وهي فترة شهدت تحولات كبيرة في المنطقة. كما حصلت خلال تلك الفترة على مقعد في مجلس النواب، حيث كانت من الشخصيات البارزة في البرلمان.
على الرغم من ذلك، لم تتمكن السعدي من تجديد ولايتها في بلدية الحسيمة في الانتخابات الأخيرة، ولم يتم ترشيحها للبرلمان مرة أخرى. إلا أنها واصلت العمل السياسي، وتشغل حاليًا وظيفة في البرلمان، مما يعكس استمرارها في الساحة السياسية.
يُعد حزب الأصالة والمعاصرة أحد الأحزاب الرئيسية في المغرب، وقد تأسس في عام 2008 بهدف تعزيز الديمقراطية والتنمية. يشارك الحزب في المشهد السياسي المغربي بشكل فعّال، ويعتبر قوة سياسية بارزة في الانتخابات البرلمانية والبلدية. وصول فاطمة السعدي إلى قيادة الأمانة العامة يعكس رغبة الحزب في تمكين المرأة وتعزيز دورها في اتخاذ القرار، وهو ما يتماشى مع توجهات الحزب نحو إشراك مختلف فئات المجتمع في العمل السياسي.
