يشهد المغرب دينامية ملحوظة في استضافة المؤتمرات الدولية، ما يعكس استقراره ودوره المتنامي كمنصة للحوار الأكاديمي والثقافي على المستويين الإقليمي والدولي. وتحتل هذه الفعاليات أهمية كبيرة في تعزيز مكانة المملكة كوجهة مفضلة لاستضافة الأحداث العالمية.
المؤتمر الدولي حول “القيم والفنون” بالجديدة
تحتضن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، التابعة لجامعة شعيب الدكالي، مؤتمراً دولياً حول موضوع “القيم والفنون” الذي يستمر حتى 17 أكتوبر الجاري. يشارك في هذا الحدث الأكاديمي حوالي 120 باحثاً وفناناً من المغرب ومن دول أخرى. يهدف المؤتمر إلى دراسة التفاعل المتبادل بين القيم والفن عبر التاريخ وفي العصر الحالي، وكيفية تأثير الفن في تحديد القيم المجتمعية وتطورها.
وأكد الدكتور محسن بنزكور، رئيس الجلسة الافتتاحية، أن الفن يعكس القيم الإنسانية بشكل كبير، مشدداً على أهمية هذا النقاش داخل المؤسسات الأكاديمية الدولية. من جهته، أوضح البروفيسور عبد الجبار ليند، مدير المؤتمر، أن الهدف الأساسي هو توفير فضاء للنقاش بين المتخصصين في الفنون الجميلة والباحثين في العلوم الإنسانية لاستكشاف مدى تجلي القيم من خلال الفنون.
النسخة الخامسة عشرة من “مختبر المثمر للابتكار المفتوح” في مراكش
بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة القروية، شهدت مدينة مراكش تنظيم النسخة الخامسة عشرة من منصة “مختبر المثمر للابتكار المفتوح”، تحت شعار “تقوية مرونة التجمعات القروية: النساء الإفريقيات فاعلات أساسيات في التغيير”. نظم هذا الحدث من قبل المكتب الشريف للفوسفاط، وركز على دور المرأة الإفريقية في تعزيز التنمية القروية من خلال تمكينها اقتصادياً واجتماعياً.
وفي هذا السياق، أبرز نوفل روديس، رئيس وحدة أعمال المثمر، أن المرأة القروية تشكل دعامة أساسية لتعزيز مرونة المجتمعات القروية، وذلك من خلال اعتماد ممارسات زراعية مستدامة والمشاركة الفعالة في صنع القرار.
اللقاء الإقليمي الرابع لمشروع الحلول الطاقية الذكية لإفريقيا (SESA) في مراكش
من بين الفعاليات التي شهدتها مدينة مراكش أيضاً، اللقاء الإقليمي الرابع لمشروع الحلول الطاقية الذكية لإفريقيا (SESA)، الذي نظمه مركز الطاقة الخضراء “غرين إنرجي بارك” بالتعاون مع جامعة القاضي عياض. يهدف هذا اللقاء إلى تعزيز التعاون والحوار حول الحلول الطاقية المستدامة في القارة الإفريقية، مع التركيز على تقنيات التنقل الكهربائي وتجديد البطاريات، واستكشاف الابتكارات التي تساهم في تعزيز الوصول إلى الطاقة المتجددة.
وفي هذا الصدد، أكد سمير رشيدي، المدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، أن القارة الإفريقية تمتلك إمكانات كبيرة في مجال الطاقات المتجددة، ولكن ما يقرب من 600 مليون شخص في إفريقيا لا يزالون يفتقرون إلى الكهرباء، مما يشكل تحديات كبيرة لقطاعات مثل الصحة والتعليم.
المغرب وجهة دائمة للمؤتمرات الدولية
هذه المؤتمرات ليست إلا جزءاً من سلسلة الفعاليات الدولية التي يعقدها المغرب بشكل منتظم، مما يعكس استقراره وأمنه وحرصه على تعزيز الحوار بين الثقافات والعلوم. من خلال استضافة مثل هذه الأحداث، يواصل المغرب تعزيز مكانته كمركز أكاديمي وثقافي يتيح تبادل الأفكار والخبرات بين الباحثين والمتخصصين من جميع أنحاء العالم.