في عالم يتغير بسرعة، تقف المرأة المغربية في قلب التحولات الكبرى، تصنع تاريخها الخاص بجرأة وإبداع. ومع حلول اليوم الوطني للمرأة المغربية، لا نحتفي فقط بإنجازاتها، بل نستلهم قوتها التي لا تعرف الحدود. إنها القوة التي تكسر الحواجز، تتحدى القيود، وتعيد رسم ملامح المجتمع من جديد. في هذا اليوم، نلقي الضوء على قصص نساء ملهمات يكتبن مستقبلهن بأيديهن، ويقدن المجتمع نحو آفاق جديدة من التمكين والتقدم.
تمثيل المرأة في البرلمان: ضرورة لتحقيق المساواة
بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية، قالت ليلى أميري، رئيسة جمعية “أيادي حرة”، إن تمثيل المرأة في البرلمان يعد مسألة جوهرية وأساسية، خاصة في ظل تأكيد دستور 2011 على مبدأ المساواة بين الرجال والنساء. وأوضحت أن المغرب قد أحرز تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال، إذ بدأت الجهود لتعزيز تمثيلية النساء منذ عام 2002. اليوم، وصلت نسبة تمثيل النساء في البرلمان إلى حوالي 21%، وهو إنجاز مهم، ولكن الطموح ما زال أكبر لزيادة عدد النساء في غرفتي البرلمان، خاصة في الغرفة الأولى.
أشارت أميري في تصريح خصت به صحيفة “مغربنا24” إلى أن نسبة تمثيل النساء في الغرفة الثانية لا تزال “جد محتشمة”، حيث إن العدد قليل جدًا. رغم وجود بعض اللوائح التي تدعو إلى تمثيل النساء بالتناوب مع الرجال في مجلس المستشارين، إلا أن الجمعية تطالب باحترام مبدأ المساواة المنصوص عليه في الفصل 19 من الدستور، والعمل على تفعيل هيئة المناصفة ومكافحة كافة أشكال التمييز ضد النساء.
دعم النساء في مراكز القرار السياسي
أكدت ليلى أميري أن دعم مشاركة النساء في مراكز القرار السياسي يتطلب تعديلاً شاملاً للقوانين الانتخابية التي تُمكن النساء من الوصول إلى مراكز القرار. وشددت على أهمية دور الأحزاب السياسية في متابعة وتشجيع النساء المناضلات ومنح الفرصة لهن للوصول إلى مراكز القيادة. أضافت أن التغيير لن يحدث في ظل تغييب النساء، وأكدت أهمية تأطير الشباب والفتيات سياسيًا لإنهاء العزوف عن المشاركة السياسية.
تحدثت أميري عن مجموعة من التحديات المتعلقة بحقوق المرأة، مشيرة إلى أهمية مراجعة مدونة الأسرة التي تم إطلاقها في نونبر 2023، وأعربت عن أملها في أن يصل هذا المشروع إلى البرلمان قريبًا لفتح نقاش جدي حول التعديلات الضرورية لضمان إنصاف النساء. كما أكدت على ضرورة إنهاء كل ما يمس كرامة النساء والفتيات، خاصة فيما يتعلق بالزواج المبكر ونتائجه السلبية مثل الطلاق.
المرأة المقاولة: رمز القيادة والابتكار
بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية، أعربت حنان بنهدي مؤسسة شركة softskills عن أهمية الدور الذي تلعبه المرأة المقاولة في تعزيز الابتكار والقيادة في مجال الأعمال. وأشارت إلى أن المرأة المقاولة أصبحت رمزاً للقدرة على التحدي وبناء مسارات جديدة، مستندة إلى تجربتها الخاصة كمقاولة في مجال المهارات الأساسية للنجاح الشخصي والمهني.
رغم النجاحات التي حققتها المرأة المغربية، أكدت بنهدي خلال حديثها لصحيفة” مغربنا 24″ أن هناك تحديات مستمرة تواجهها، مثل صعوبة الوصول إلى التمويل والدعم المؤسسي الكافي، بالإضافة إلى الحاجة إلى توجيه مهني وفرص تدريب متخصص. دعت بنهدي إلى برامج تدريبية متخصصة ودعم مالي يعزز من فرص نجاح النساء في عالم المقاولات، حيث أن نجاح المرأة المقاولة يمثل نجاحاً للمجتمع بأسره.
التطلع نحو مستقبل أفضل
أختتمت ليلى أميري حديثها بالتأكيد على أن الاحتفال بـ اليوم الوطني للمرأة المغربية يجب ألا يكون شكليًا، بل ينبغي أن يحقق آمال النساء في المناطق الريفية والهامشية.