عمر عزيمان، مستشار صاحب الجلالة وواحد من أبرز رجال الدولة المغاربة، وُلد في 17 أكتوبر 1947 بمدينة تطوان. درس الحقوق في الرباط ونيس وباريس، قبل أن يبدأ مساره المهني الذي جمع بين القانون، الدبلوماسية، والسياسة. عرف عن عزيمان التزامه العميق بالقيم الحقوقية والفكرية، ما جعله شخصية مؤثرة في رسم السياسات الوطنية وتعزيز مؤسسات الدولة.
تقلد عزيمان عدة مناصب وطنية رفيعة، من بينها وزير للعدل بين 1997 و2002، مستشار بالديوان الملكي، ورئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ثم رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. في كل موقع، أبدى قدرة استثنائية على قيادة الإصلاحات، تعزيز الأداء القضائي والمؤسساتي، وإرساء التوافق الوطني بين مختلف الفاعلين.
يُعد عزيمان أحد أبرز مهندسي تجربة الإنصاف والمصالحة المغربية، التي شكلت نموذجًا عالميًا في العدالة الانتقالية. ساهمت جهوده في ترسيخ قيم السلم والكرامة والعيش المشترك، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في المغرب، ما جعل البلاد مرجعًا دوليًا في مجال المصالحة الوطنية وجبر الضرر.
تميز عزيمان أيضًا بخبرة دبلوماسية واسعة، مثل المغرب في العديد من المؤتمرات الدولية وأدار مفاوضات حساسة مع الجانب الإسباني، منها الخزانة الزيدانية وأزمات متعلقة بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. أظهرت هذه التجارب قدرته على الجمع بين الكفاءة القانونية والسياسية والدبلوماسية، وتعزيز مكانة المغرب على الصعيد الدولي.
إلى جانب القانون والدبلوماسية، كان لعزيمان دور محوري في تطوير منظومة التربية والتكوين، من خلال رئاسته للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والعمل على بلورة نموذج الجهوية المتقدمة. ترك إرثًا مستدامًا يعكس رؤية وطنية واضحة، تركز على الجودة، الإصلاح، وتدعيم المؤسسات لخدمة مستقبل المغرب.
للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.