بعد مرور ساعة كاملة من الانتظار داخل القاعة، بين تذمّر الصحافيين وتبادل النظرات بين الضيوف، حلّ أخيراً الوزيران يونس السكوري ولحسن السعدي لإطلاق برنامج “تدرّج”، الذي تراهن عليه الحكومة لإدماج فئة العاطلين غير الحاصلين على شهادات. وقدّم السكوري أرقاماً صادمة، مفادها أن ثلث العاطلين في المغرب لا يتوفرون على شهادات، أي حوالي 900 ألف شاب، ليؤكد أن “تدرّج” يأتي كأحد الحلول العملية للتكوين بالممارسة والاندماج السريع.
السكوري أوضح أن البرنامج يستهدف تكوين 100 ألف مستفيد في 200 مهنة مهيكلة، منها 80 مهنة مرتبطة بالصناعة التقليدية، باعتماد نموذج تكويني يقوم على 20٪ من الدروس النظرية و80٪ من التدريب داخل بيئة العمل الفعلية. رؤية تبدو عملية وواقعية، خصوصاً في ظل حاجة أوراش البناء والبنية التحتية إلى يد عاملة مؤهلة، كما شدد السعدي في كلمته خلال اللقاء.
غير أن الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة هي تلك التي لم تُناقش بوضوح, كيف سيتم ضمان فرص تدريب حقيقية ومحاربة العشوائية في العديد من الحرف؟ وما هي آليات التتبع بعد التخرج؟ ومن سيتحمل مسؤولية إدماج هؤلاء الشباب فعلياً؟ وهل ستلتزم الشركات الشريكة بفتح أبوابها أم سيبقى المستفيدون مكدسين في قوائم الانتظار؟
البرنامج يحمل طموحاً كبيراً، وقد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح إذا نزل إلى الميدان بصرامة وواقعية. لكن الحكم لن يكون اليوم، بل بعد أن يتحول وعد التكوين إلى منصب شغل فعلي. وإلا فإن “تدرّج” قد يبقى مجرد مشروع جميل… يُسجَّل في تاريخ الندوات دون أثر ملموس في حياة الشباب.
للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.