كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن الجريمة المنظمة تفرض سيطرتها على الرياضة في أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي، حيث تستغل الشبكات الإجرامية هذه الساحة لتحقيق أرباح غير مشروعة وغسل الأموال.
وأوضحت المسؤولة عن المكتب في المنطقة، تارسيلا كلاين، خلال تقديم التقرير الذي نشر في إطار برنامج حماية الرياضة من الفساد والجريمة الاقتصادية، وتناقلته وسائل إعلام محلية، أن “الفساد في الرياضة أصبح أكثر تعقيدا ومنهجية وعابرا للحدود”.
ويبرز التقرير، الذي شمل 15 بلدا من بينها الأرجنتين والبرازيل والشيلي وكولومبيا، أربعة عوامل رئيسية لتغلغل الجريمة، وهي: التلاعب في المنافسات، والمراهنات غير القانونية، والفساد في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، واستغلال انتقالات الرياضيين.
ويشكل التلاعب في نتائج المباريات، المرتبط في الغالب بالأسواق الموازية للمراهنات الرياضية التي تقدر قيمتها بـ 1,7 تريليون دولار سنويا على مستوى العالم، مصدر قلق بالغ.
كما يشير التقرير إلى أن المنظمات الإجرامية باتت تستهدف رياضات الشباب، وشبه الاحترافية، والرياضة النسوية، حيث تكون الرقابة محدودة.
وتبرز الظاهرة بشكل خاص في الأرجنتين، حيث صدرت نصف أحكام الإدانة بتهمة غسل الأموال خلال السنوات الخمس الماضية في بوينوس آيريس وسانتا (وسط البلاد).
ويكشف المكتب كذلك لجوء هذه الشبكات إلى تقنيات متطورة مثل المنصات الإلكترونية، وتطبيقات الهواتف الذكية، والعملات المشفرة للتحايل على القوانين وإخفاء هوية المعاملات.
وتعتبر تظاهرات رياضية كبرى مقبلة، مثل كأس العالم 2026 والألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس سنة 2028، من أبرز الأحداث المستهدفة من قبل المجموعات الإجرامية، بالنظر إلى حجم الاستثمارات المخصصة للبنيات التحتية والصفقات العمومية.
كما يسلط التقرير الضوء على التجاوزات المرتبطة بتنقل اللاعبين، خاصة في كرة القدم، حيث بلغت قيمة هذه الصفقات سنة 2024 نحو 8,59 مليار دولار. وتعد الأرجنتين والبرازيل من أبرز الدول المصدرة للاعبين، في وقت يستغل وكلاء وهميون هشاشة الرياضيين الشباب عبر بيع وعود كاذبة بمستقبل مهني في الخارج، غالبا ما ترفق بعمليات احتيال مالي وشروط تعاقدية مجحفة.
وفي مواجهة هذه التهديدات، دعا مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة حكومات المنطقة إلى تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين حكامة الهيئات الرياضية، وتكثيف التعاون الدولي.
وخلص التقرير إلى أن “ضعف الرياضة أمام الفساد في الأمريكيتين والكاريبي بات أمرا جليا”، داعيا إلى اتخاذ تدابير عاجلة لصون نزاهة الرياضة والحفاظ على ثقة الجمهور.
للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.