أعلن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) عن إطلاق مناقصة دولية بقيمة 40 مليون درهم لتعزيز أمنه السيبراني وحماية المعطيات الشخصية لملايين الموظفين والشركات، بعد الهجوم الإلكتروني الخطير الذي تعرض له في أبريل الماضي، والذي أدى إلى تسريب بيانات حوالي 500 ألف شركة ومليوني موظف. ويشمل المشروع شقين: الأول بقيمة 6 ملايين درهم لتحديث البنية التكنولوجية، والثاني بقيمة تتراوح بين 19.9 و39.9 مليون درهم لجلب خبرات متخصصة وتطبيق حلول متقدمة وفق القانون 09-08 المتعلق بحماية المعطيات.
ورغم أهمية هذه الخطوة، يطرح المشروع تساؤلات مهنية حول كيفية اختيار الشركاء: هل ستتم الاستعانة بشركات رائدة عالمياً؟ ما هي المعايير التقنية والأمنية المعتمدة في الانتقاء؟ وكيف سيتم ضمان فعالية الحلول على المدى الطويل؟ هذه الأسئلة تشكل محور التحدي أمام CNSS لضمان أن الاستثمار الضخم يحقق الغاية المرجوة من حماية البيانات الحساسة.
ويأتي هذا المشروع في وقت تتزايد فيه التهديدات الإلكترونية للمؤسسات الحيوية بالمغرب، ليصبح الصندوق أمام رهان مزدوج: حماية بيانات ملايين المغاربة واستعادة الثقة في منظومته الرقمية، وفي الوقت نفسه أن يكون نموذجاً لمؤسسات أخرى في تعزيز السيادة الرقمية الوطنية، مع ضمان أن تظل الخدمات الأساسية مثل التأمين الصحي الإجباري متاحة وآمنة دون انقطاع.
للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.