رفرفة فوق النصوص: الحمام يتجاهل مشروع القانون الجديد

في المغرب، الحمام ليس مجرد طائر يمر مرور الكرام في الساحات والميادين، بل يفرض حضوره على الجميع، يملأ الفضاءات بأجنحته، ويتقافز بين الناس وكأن الساحات كلها ملكه الطبيعي، يلتقط فتات الخبز من أيدي الصغار والكبار، مستعرضًا حرية لا يجرؤ عليها سوى من اعتاد التحليق بلا مبالاة. كأنه يذكّر الجميع أن السيطرة المطلقة ممكنة للذي يمتلك الجرأة. ومع مشروع القانون الجديد حول الحيوانات الضالة، يثار التساؤل بسخرية: هل ستصبح سيطرته اليومية مخالفة، أم سيظل الحمام مصنف “حيوان ضال غير رسمي”؟

 

 

المفارقة أن الحمام لا يعرف القوانين ولا يتقيد باللوائح. فهو يحطّ على الأرصفة والطاولات، يقترب من الناس بلا خوف، يشاركهم الطعام، ويبسق في كل مكان كما يشاء، حتى فوق الرؤوس أحيانًا، متجاهلا دعوات الناس كأنها لا تعنيه.

 

 

 

النص القانوني يحظر إطعام أو إيواء أي حيوان ضال خارج المراكز المرخصة، مع غرامات مالية تتراوح بين 1500 و3000 درهم. ” الكلاب” مضمنة بلا شك، لكن الحمام يثير استفهاما مزدوجا: فمن المستبعد أنه سيخضع هو الآخر للمنع، بل ستظل له معاملة خاصة بفضل حضوره في السماء الزرقاء وصوت رفرفاته الصادرة من أعلى؟

 

 

اشهار وسط المقالات

السؤال يظل مطروحًا: هل سيظل الحمام يحلق فوق كل النصوص والقوانين، أم سيصبح مجرد ضيف غير مرحب به في الساحات؟ وبينما تتناقض نوايا التشريع مع الواقع، يجد المغاربة أنفسهم أمام مشهد ساخر: طائر بسيط يعلّم درسًا في حرية التصرف.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة

للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. قبولقراءة المزيد