شواطئ شمال أكادير… بين فنادق خمس نجوم وأشباه مدن عالقة في ثمانينيات القرن الماضي 

اشهار بداية المقال

في الشريط الساحلي شمال أكادير، حيث يتوافد آلاف السياح الأجانب والمغاربة، يطل مشهدان متناقضان حد الصدمة: منتجعات سياحية فاخرة بفنادق مصنفة، أغلبها من فئة خمس نجوم، تقدم خدمات عالمية بأسعار باهظة تضاهي فنادق مدالمدت السياحية الكبرى في العالم، وفي المقابل قرى ومدن صغيرة مثل أورير وتمراخت وتغازوت، ما زالت ترزح في واقع أشبه بثمانينيات القرن الماضي.

أورير، التي تضم أكثر من خمسين ألف نسمة، تبدو وكأنّ الزائر في رحلة إلى إحدى المدن الهندية المكتظة، حيث تختلط الفوضى بالعشوائية في مشهد يثير الدهشة والخيبة في آن واحد. لا أرصفة تليق بالراجلين، ولا مراحيض عمومية تحفظ كرامة الناس، ولا حاويات نظافة بالعدد الكافي، فيما مشاريع متوقفة وبدون أي تفسير تُلقي بظلالها على صورة قاتمة لمدينة كان يفترض أن تكون وجهة سياحية مُشرّفة.

تمراخت ليست أحسن حالاً بل أسوأ حالا؛ فما يسمى الشوارع غير منظمة، الأسعار مرتفعة في المطاعم والمقاهي ومحلات كراء الدراجات الجبلية ومعدات ركوب الأمواج، والمساحات الشاسعة يُستغل بعضها بطريقة عشوائية أقرب إلى أحياء صفيحية منه إلى فضاءات سياحية.

أما تغازوت، الاسم الأكثر شهرة محليا وعالميًا بين هواة ركوب الأمواج والسياح الباحثين عن البحر والرمال الذهبية، فلا تخلو المدينة من العشوائية. يمكن للزائر أن يجد أسماكًا تُشوى بجانب الطريق، وإسفنج يُحضّر بنفس الطريقة، ودجاج حي مربوط ويباع فوق الرصيف، وسط ازدحام الناس والمركبات، في مشهد يذكّر بالأسواق الشعبية القديمة أكثر من أي وجهة سياحية منظمة، المثل القائل: ( أن تسمع عن أبي عمرو  خير من أن تراه )

المفارقة أنّ هذه القرى والمدن الصغيرة، الممتدة شمال أكادير، تستقطب أعداداً من السياح تفوق ما تستقبله مدينة أكادير نفسها. ومع ذلك، لا يجد الزائر نظاماً يليق بوجهة توصف بأنها “جنة الأطلسي”. فكيف يمكن لبلد يطمح لتنظيم كأس العالم 2030 أن يقدّم هذا المشهد المتناقض: رفاهية مُفرطة في المنتجعات المحيطة، وبؤس مزمن في المدن التي تحتضن تلك المنتجعات؟

اشهار وسط المقالات

لا البنية التحتية للمدن والإنسان استفادا من مداخيل السياحة .

ألا يدخل هذا في صميم ما جاء به جلالة الملك في خطاب العرش حول “المغرب بسرعتين”؟ مغرب حديث، أنيق، بواجهات براقة تخاطب المستثمر والسائح الأجنبي، ومغرب آخر متعثر، يعيش فيه المواطن كل مظاهر الإهمال؟

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة

للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. قبولقراءة المزيد