في سردينيا حين تتحدث النكهات… بلغة لا تُترجم في الأسواق الشعبية

اشهار بداية المقال

هناك مطاعم لا تدخلها بالجوع، بل تدخلها بالتصنيف.
سلسلة عالمية وُلدت من ضوء ميكونوس اليونانية، وشقّت طريقها بعناية عبر دبي، كان، ليماسول، سردينيا… وكأنها لا تختار سوى العواصم التي تفهم جيدًا معنى “الترف الصامت”.

مطاعم ليست مجرّد أماكن للأكل، بل مساحات للتّذوق الاجتماعي. فيها، لا يُقدّم السمك فقط، بل يُقدَّم بأسلوب يجعل البحر يبدو كأنه يُغنّي على المائدة. السوشي هنا لا يُصنع، بل يُحتفل به. اللحم لا يُطهى، بل يُعتّق كما تعتّق القرارات المصيرية في خزائن خاصة.

في كل مدينة يتفرّع فيها هذا العالم الطهوي المغلق، ثمّة رسائل لا تُكتب في قوائم الطعام، بل تُقرأ في عيون من يجلسون هناك. هناك حيث لا تُرى الأسعار، بل تُؤخذ البصمة البنكية بابتسامة.

في الشمال الحالم لجزيرة سردينيا الإيطالية، وتحديدًا في تلك البقعة التي تشبه بطاقة بريدية لم تصل يومًا إلى البسطاء، ترتفع الطاولات على الرمال البيضاء، وتتناثر الزوارق الفاخرة كأنها ديكور مُعدّ لفيلم عن الحياة التي لم نعشها.

من يدخل إلى هناك؟
الجواب ليس معقدًا… من يعرف الطريق، ومن لا تُربكه الفواتير.

اشهار وسط المقالات

ولا يحتاج العابر هناك أن يُفصح عن اسمه أو صفته، فالصورة كافية. بعض الوجوه العربية، ذات العلاقة بالأوطان، تختار هذا النوع من العزلة الراقية، لا هربًا من المسؤولية، بل بحثًا عن “جودة الخدمة”. وهو حق فردي لا يُناقَش.
لكن، وبعيدًا عن الخصوصيات التي لا تعنينا، يخطر في بالنا سؤال بسيط:

أليس المغرب أجمل بلد في العالم؟

بجغرافيته، بمحيطه، بطبخه، وبشعبه الذي يجيد الطبخ، وإن كان لا يجيد الدفع باليورو؟
ألسنا الأَولى بأن تُقام طاولات مماثلة في أصيلة، أو في تغازوت، أو في سواحل الحسيمة؟
ألسنا أحقّ بأن يتذوّق أبناؤنا نكهات البحر دون أن يُطلب منهم تأشيرة… أو صمت؟

قد يبدو هذا النص مجرد تأمّل موسمي… لكنّه يظل مرآة صغيرة، يرى فيها القارئ الفارق بين “الشعارات”… و”الواقع”.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة

للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. قبولقراءة المزيد