في أكادير.. الضيافة تتحول إلى مصيدة والسائح يُعامل كغنيمة!

من المفترض أن تكون الضيافة فنًّا وأن يُعامل السائح كضيف كريم، لكن ما يحدث في مدينة أكادير هذه الأيام يُشبه أقرب إلى كمين منه إلى استقبال. فبعض من امتهنوا تقديم الخدمات السياحية حولوا الشاطئ والمدينة إلى ساحة صيد مفتوحة، حيث تُقاس الأسعار على ملامح الزبون، وتُمنح “الابتسامة” مقابل فواتير ملغومة.

 

لم يعد الأمر يتعلق بفروق بسيطة أو اجتهاد في التجارة، بل بجشع فجّ يصل حد الابتزاز، وسلوكيات تفضح انعدام الحس المهني والأخلاقي. من كراء مظلات شاطئية بأسعار تصل 200 درهم، إلى رحلات “جيت سكي” أو توصيلات قصيرة بسيارات الأجرة مقابل أثمان لا تقبلها لا منطق ولا كرامة، تتكرر نفس الممارسات دون خجل.

 

وفي حادثة تُلخّص هذا الانحدار، تعرضت سائحة أجنبية مؤخرًا لاعتداء لفظي مقزز، فقط لأنها رفضت دفع 60 درهمًا مقابل كوب شاي بلا جودة. لم يتوقف الأمر عند الكلام النابي، بل تعداه إلى حركة سوقية مخزية لا تليق بإنسان، ناهيك عن من يدّعي تقديم خدمة لسائح في بلد يدّعي الانفتاح والاحترام.

 

اشهار وسط المقالات

هذه السلوكيات الشاذة ليست فقط إساءة للزوار، بل خيانة لروح السياحة نفسها، وتجريف لصورة المغرب التي بناها المهنيون الحقيقيون بشق الأنفس. من المؤسف أن يتحول البعض من مقدّمي الخدمات إلى أنياب تنهش كل من يقترب، تحت شعار “اغتنم قبل أن يرحل!”

 

السائح ليس “صيدًا”، ولا حقلاً لجني الأرباح السريعة. من يعجز عن احترام الزوار، لا يستحق شرف تمثيل هذا القطاع. وإن بقيت مثل هذه السلوكيات مستمرة، فالأدهى ليس في ما نخسره من المال، بل فيما نخسره من كرامة وصورة وهوية.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة

للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. قبولقراءة المزيد