الذكرى 26 لتخليد عيد العرش المجيد، إنجازات ملكية رسخت المكانة الدولية للمغرب

SM le Roi préside au palais royal à Tanger un Conseil des ministres

يستعد الشعب المغربي لتخليد الذكرى الغالية لتربع جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه الميامين. وتمثل المناسبة فرصة للاحتفاء بحصيلة 26 سنة من الإنجازات الملكية الكبرى التي تجاوزت حدود المغرب لتشمل إفريقيا. فقد استطاع المغرب كدولة متجذرة في الجغرافيا والتاريخ تحت القيادة الملكية الرشيدة، أن يصبح قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة إقليميا وقاريا وأورومتوسطيا على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والحضارية.

وألهمت تصورات الملك محمد السادس حفظه الله، النخب والقيادات الإفريقية الجديدة، بإحداث ديناميات جديدة للتعاون جنوب – جنوب وفق معادلة رابح – رابح. وتؤشر مختلف التحولات الجيوسياسية والجيواقتصادية والجيواستراتيجية الكبرى على إعادة تشكيل النظام الدولي، كما تتيح لإفريقيا فرصة تاريخية للازدهار الاقتصادي.

وقد تبنت المملكة المغربية منذ تولي الملك محمد السادس لسدة الحكم، مقاربة التشاور والتنسيق والتعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة بهدف تحقيق التنمية المشتركة والسيادة متعددة الأبعاد، بفضل تعدد المبادرات الإقليمية، ولا أدل على ذلك من المشاريع الهيكلية الرامية لتحقيق الاستقرار والازدهار والرخاء لفائدة شعوب إفريقيا (ربط بلدان الساحل بالمنافذ البرية والبحرية المغربية، الإطار المؤسسي للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلنتي، خط أنابيب الغاز الاستراتيجي المغرب – نيجيريا).

إن الفكر الاستراتيجي للملك محمد السادس، يحول المغرب تدريجيا من قوة برية إلى قوة بحرية، من خلال تثمين ميزات موقعه الجغرافي، كبوابة على الأسواق الأورومتوسطية والأطلنتية ونظيرتها الإفريقية، بالإضافة إلى تطوير الاقتصاد الأزرق والأسطول التجاري البحري بفضل التوفر على واجهتين بحريتين بسواحل تتجاوز 3500 كلم وفضاء بحري يتجاوز مليون كلم مربع، بل والإشراف على مضيق بحري رئيسي للتجارة الدولية عند تقاطع البحر الأبيض المتوسط شمالا والمحيط الأطلنتي غربا.

يعيش المغرب إذا، تحت القيادة الملكية السامية انتقالا طاقيا وصناعيا وديموغرافيا واجتماعيا، ظهرت ملامحه جليا، وسيضاعف المستقبل القريب ثماره ومكتسباته على مختلف الأصعدة، وفي مقدمتها تعزيز سيادته الغذائية والصحية والدفاعية وأمنه المائي. واستطاع الملك محمد السادس أيضا، بحكمته وتبصره تقديم مقترح منح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الكاملة للأقاليم الجنوبية العزيزة التي حظيت بعنايته الخاصة، وشهدت ثورة تنموية عمت مختلف الميادين وغيرت وجه المنطقة لتنافس أكثر البلدان تقدما.

اشهار وسط المقالات

وتقربنا مختلف هذه الجهود الملكية كثيرا من حسم مسألة الوحدة الترابية الوطنية، بعد تنامي قناعة المجتمع الدولي بعدالة قضيته، ممثلا في القوى الكبرى من أعضاء مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، وفرنسا) وتلك التي لها ارتباط مباشر بتاريخ القضية وتتوفر على أرشيفها الرسمي (إسبانيا)، وغيرها من الدول الإفريقية والأوروبية والعربية واللاتينية الشقيقة والصديقة.

إننا نستغل مناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين لتربع سليل الدوحة النبوية الشريفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، لنتقدم باسم ماستر الجغرافيا الاقتصادية والسياسية لإفريقيا والمنتدى الإفريقي للتنمية والأبحاث الجغرافية والاستراتيجية، بخالص عبارات التهاني وأجل الأماني، مجددين البيعة والوفاء وسائلين العلي القدير أن يحفظ مولانا أمير المؤمنين لشعبه الوفي، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة لالة خديجة وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.

 

بقلم، ذ. موسى المالكي منسق ماستر الجغرافيا الاقتصادية والسياسية لإفريقيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ورئيس المنتدى الإفريقي للتنمية والأبحاث الجغرافية والاستراتيجية.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة

للتوصل بمستجدات الموقع كل يوم على بريدكم الالكتروني المرجو التسجيل في نشرتنا البريدية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. قبولقراءة المزيد