أكدت وسائل إعلام ،أن القوات المسلحة الملكية، تسلمت في الثالث من يونيو 2025 بميناء الدار البيضاء، أول دفعة من المركبات القتالية الأمريكية المضادة للألغام والكمائن من طراز M-ATV ، تشمل الصفقة خمسين وحدة محدثة، تمثل نقلة نوعية في مسار تحديث الترسانة البرية المغربية، خصوصاً في ظل التحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة.
و صنعت هذه المركبات من قبل شركة “أوشكوش ديفينس” الأمريكية، وتعد من بين الأفضل في فئتها عالمياً، إذ تمتاز بمواصفات تقنية متطورة تشمل محرك توربيني قوي من نوع Caterpillar C7 وتزن نحو 14 طناً.
وتتمتع بنظام تعليق مستقل يسمح لها بالتحرك بسرعة ومرونة في التضاريس الجبلية والصحراوية، كما توفر حماية عالية للجنود ضد العبوات الناسفة والألغام والرصاص، كما يمكن تزويد المركبات بأنظمة أسلحة عن بُعد وأجهزة اتصالات متطورة، مما يجعلها منصة متعددة المهام.
و تم تمويل هذه الصفقة من خلال برنامج الصندوق الخاص لشراء المعدات الدفاعية التابع للبنتاغون (SDAF)، ما يعكس طبيعة العلاقة الوثيقة بين الجيشين المغربي والأمريكي.
ويجسد التعاون العسكري بين البلدين التنسيق العالي الذي يشهده المغرب في برامج التعاون الأمني والعسكري الإقليمي والدولي، مثل المناورات العسكرية المشتركة “أسد إفريقيا”، التي تجمع قوات من القارتين الأمريكية والأفريقية بشكل دوري.

هذه الدفعة الجديدة من المركبات القتالية ليست مجرد تعزيز للجاهزية الميدانية، بل تأتي ضمن استراتيجية دفاعية شاملة لتحديث وتطوير مختلف أفرع القوات المسلحة الملكية.
و شهد التعاون العسكري المغربي الأمريكي في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة على مستويات التدريب والتكوين والتسلح النوعي، حيث حصل المغرب على 162 دبابة أبرامز M1A1 وعدد من مروحيات Bell 412 EP، بالإضافة إلى صفقات ضخمة تشمل صواريخ جو-جو متطورة وصواريخ “ستينغر” لتعزيز منظومة الدفاع الجوي.
و يعد هذا الحراك العسكري جزءاً من تعزيز دور المغرب كحليف موثوق للولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا والساحل، وهو ما يعكس تزايد الثقة في جاهزية القوات المسلحة الملكية وقدرتها على العمل ضمن منظومات قتالية دولية، وكذلك امتلاكها بنية تحتية عسكرية متطورة قادرة على استيعاب التقنيات والمعدات المتقدمة.
ومن المتوقع أن يستمر هذا التعاون الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة في المستقبل، سواء من خلال صفقات جديدة أو تدريبات مشتركة، مما يعزز قدرة المغرب على مواجهة التهديدات الأمنية المختلفة، ويساهم في استقرار المنطقة وحفظ السلم الإقليمي والدولي في ظل التحولات السريعة التي تشهدها المنطقة.