الجزائر تستشيط غضبًا من موقف بريطانيا

• بقلم ش. يونس آيت الحاج

في خطوة أثارت موجة من السخرية والدهشة على حدّ سواء، خرجت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية ببيان مضطرب يهاجم الموقف البريطاني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية بشأن الصحراء المغربية، في ما بدا أنه محاولة فاشلة لفرض وصايتها الدائمة على ملف تجاوزها الزمن والواقع.

البيان، الذي جاء بلغة خشبية أقرب إلى نشرات الحرب الباردة، أعرب عن “أسف الجزائر” لدعم لندن لمبادرة الحكم الذاتي،.

كما حاول البيان الجزائري التقليل من أهمية مبادرة الحكم الذاتي التي وصفها بأنها “فارغة المحتوى”، في تناقض صارخ مع موقف المجتمع الدولي الذي يعتبرها واقعية وجدية، بما في ذلك فرنسا، الولايات المتحدة، إسبانيا، وأخيرًا بريطانيا.

أما الأكثر إثارة للسخرية، فهو وصف المبادرة المغربية بأنها “تشغل الساحة وتقطع الطريق أمام أي تسوية حقيقية”، في حين أن النظام الجزائري هو من يُجهض أي مقترح بناء، بإصراره على دفع جبهة انفصالية وهمية إلى الواجهة، دون أي شرعية تمثيلية أو وزن سياسي، وكأن الجزائر ترى في الصحراء قضيتها الداخلية.

الجزائر، التي تحاول الظهور بمظهر “الوسيط النزيه”، لا تني عن إصدار بيانات تعجّ بالتحامل والمواقف الأحادية، بينما تنفق الملايين على دبلوماسية متأخرة، تُقاوم الحقائق بالتنظير الثوري واللغو الإيديولوجي، في وقت تتعالى فيه الاصوات من الداخل والخارج، مطالبة بإعمال حل الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كخيار واقعي وذي مصداقية، ينهي النزاع.