طرابلس – خاص
في أحد أزقة العاصمة الليبية طرابلس وبينما تسير الحياة اليومية بوتيرتها المعتادة قادتني الصدفة إلى لقاء غير متوقع مع طفل لم يتجاوز عمره تسع سنوات لكنه يحمل في داخله شغفًا لا يُضاهى بكرة القدم ووعيًا رياضيًا يندر وجوده في هذا العمر .
أحمد لعجيلي البليعزي من مدينة ورشفانة طفل ليبي من مواليد 2017 يروي أحلامه بحماسة وعيناه تلمعان بالطموح . لا يكتفي بمتابعة الدوريات الأوروبية كما يفعل معظم الأطفال بل يُولي اهتمامًا خاصًا بنجوم الكرة المغربية معتبرًا إياهم مصدر فخر للعرب ونموذجًا للتألق في المحافل الدولية .
● “أشرف حكيمي . ياسين بونو . إبراهيم دياز . حكيم زياش .. هؤلاء لاعبون كبار يمثلون العرب بأفضل صورة في أوروبا . وأتمنى أن يقودوا المغرب لتحقيق الحلم في 2030” . يقول أحمد بثقة لافتة.
ويتابع “المغرب بلد جاهز لتنظيم المونديال .. عندهم ملاعب ممتازة تنظيم قوي ولاعبين من الطراز العالمي . وأتمنى أن يفوزوا باللقب ويكون أول كأس عالم عربي .
● ليبيا .. الحلم المؤجل
ورغم فخره بالمغرب لا يُخفي أحمد حزنه تجاه واقع الكرة الليبية قائلاً ” نحن نحب الكرة لكن ليس لدينا اهتمام كافي .. أتمنى نشارك في كأس العالم ونرفع علم ليبيا أمام العالم كله .”

● تحليل طفل .. بعين خبير
لا تقف معرفة أحمد عند حدود العاطفة بل يمتلك نظرة تحليلية ملفتة يُشيد بمنتخب الأرجنتين ويعتبر ليونيل ميسي الأفضل كما يعبر عن إعجابه الكبير بالمنتخب الإسباني ، الذي يقول عنه إنه الفريق المفضل عندي . نظرًا لأسلوب لعبه الجماعي والتنظيمي .
محليًا يشجع أحمد نادي الأهلي طرابلس ويُتابع بشغف أيضًا فريق الوداد المغربي في دلالة على حبّه العابر للحدود المغاربية .
● حلم معلق بين المايك والملعب
بعيدًا عن التمريرات والأهداف يجد أحمد متعته في التعليق الرياضي . يُقلّد المعلقين يرفع صوته بحماسة ويعيش لحظة تسجيل الهدف وكأنها حدث شخصي. “أحب التعليق لأنه فيه صوت عالي وحماس لما يسجل اللاعب هدف أحس أني أنا اللي سجلت .” وأفضل معلق عندي هو عصام الشوالي
●صوت جيل جديد
قصة أحمد ليست مجرد سرد لحب كرة القدم بل انعكاس لطفل يمثل جيلًا يتابع يُحلّل ويحلم . جيل يريد أن يرى بلده في المقدمة وأن يكتب اسمه في التاريخ الرياضي .
تركته يبتسم بعد أن وعدته بنقل صوته لعلّه يجد صداه لدى من يملكون القرار فيرون في حلمه فرصة لا مجرد حديث عابر لطفل على رصيف في العاصمة الليبية طرابلس .