في مشهد يعكس تحوّلاً جذرياً في السياسة الدولية تجاه سوريا، يُتوّج اليوم اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أحمد الشرع، رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، لحظة مفصلية تحمل دلالات عميقة.
رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، الذي كانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض عليه إبان تصدره مشهد الجماعات الجهادية، بات اليوم ضيفاً في البيت الأبيض، بعد أن أصبح رمزاً لتحالف إقليمي ودولي جديد.
المكافأة أُلغيت بعد أن تمكنت جماعة “الشرع” – المعروفة سابقاً بهيئة تحرير الشام – من إخراج الرئيس المعزول بشار الأسد من السلطة، في ظل وعود بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وتشكيل حكومة شاملة تمثل مختلف مكونات المجتمع السوري.
منذ ذلك الحين، حققت حكومة الشرع مكاسب ملحوظة على المستويين الإقليمي والدولي، تُوّجت بلقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، في خطوة أثارت اهتمام العواصم الغربية.
وفي تحول آخر، أعلنت الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا، في خطوة يُنظر إليها كإنقاذ للاقتصاد السوري المنهار، وفتح الباب أمام مرحلة إعادة الإعمار.

يعوّل كثيرون على دعم الشرع الإقليمي وقدرته على تأمين تدفقات مالية تسهم في إعادة بناء ما دمرته الحرب، وتمكين ملايين اللاجئين والنازحين من العودة إلى ديارهم.
لكن في المقابل، تبرز مخاوف من أن تفرض حكومة الشرع سلطتها بعيداً عن تعهداتها بالشفافية والانفتاح، خاصة في ظل تقارير عن قيود اجتماعية متزايدة يفرضها متشددون داخل القوات الحكومية.
.BBC وكالات