ترامب سيلتقي بالشرع في الرياض

ترامب في الرياض

ذكر تقرير من صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجتمع مع الرئيس السوري أحمد الشرع قبيل قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم الأربعاء، بعد يوم من إعلانه رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه سيأمر برفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في تحول كبير للسياسة الأمريكية قبيل اجتماع مرتقب مع الرئيس السوري أحمد الشرع.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب سيستقبل الشرع غدا الأربعاء في السعودية، مما يمهد للقاء بين الرئيس والقيادي السابق في تنظيم القاعدة الذي تولى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد. وقال مصدران بالرئاسة السورية لرويترز إنهما سيلتقيان صباح غد الأربعاء.

وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض “سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق… حان وقت تألقها. سنوقف جميع (العقوبات). حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا للغاية”.

وقال ترامب إنه اتخذ القرار بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللذين حثّت حكومتاهما بشدة على رفع العقوبات.

يمهد رفع العقوبات الأمريكية التي عزلت سوريا عن النظام المالي العالمي الطريق أمام مشاركة أكبر للمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، مما يسهل الاستثمار والتجارة الخارجية مع إعادة إعمار البلاد.

وجاء هذا القرار المفاجئ على الرغم من الشكوك الإسرائيلية العميقة في إدارة الشرع، وهي مخاوف كانت في البداية لدى بعض المسؤولين الأمريكيين أيضا. ويواصل مسؤولون إسرائيليون الإشارة إلى الشرع بوصفه متشددا إسلاميا على الرغم من أنه قطع علاقاته بتنظيم القاعدة في 2016. ولم ترد الحكومة الإسرائيلية بعد على طلبات للتعقيب.

وقال ترامب إنه سيرفع جميع العقوبات على سوريا، مشيرا إلى أنها أدت دورا مهما لكن حان الوقت لدمشق أن تمضي قدما. وأضاف أنه يجري اتخاذ خطوات لاستعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا وأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي بنظيره السوري هذا الأسبوع.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لرويترز إن إعلان ترامب يمثل نقطة تحول للشعب السوري في جهوده لإعادة الإعمار.

وأضاف أن سوريا مستعدة لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام والثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.

وقال إن ترامب ربما يحقق سلاما تاريخا وانتصارا للمصالح الأمريكية في سوريا، دون الخوض في التفاصيل.

وأشاد الرئيس اللبناني جوزاف عون بما وصفه “بالقرار الشجاع” من ترامب، وعبر عن أمله في أن يكون ذلك “خطوة أخرى على طريق استعادة سوريا لعافيتها واستقرارها بما ينعكس خيرا على لبنان وكل منطقتنا وشعوبها”.

اشهار وسط المقالات

وقال أليكس زردن الزميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد إن إعلان ترامب من شأنه تخليص سوريا من معضلة العقوبات والقيود على التصدير وتصنيفات الإرهاب التي جعلت اقتصاد سوريا واحدا من أكثر الاقتصادات تكبيلا في العالم، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وكوبا.

وفي عهد الأسد، ظلت سوريا في حالة حرب مع إسرائيل، وكانت تربطها علاقات وثيقة بإيران وروسيا، وعلاقات مضطربة مع الغرب.

ومنذ ديسمبر كانون الأول، يحتل الجيش الإسرائيلي أراض سورية بالقرب من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، وينفذ أيضا ضربات جوية في البلاد.

في غضون ذلك، أبدى مسؤولون سوريون انفتاحهم على إفساح المجال لانفراجة في العلاقات، بل وحتى سلام في نهاية المطاف، مع إسرائيل.

ويمثل هذا القرار دفعة قوية للشرع الذي يكافح من أجل إخضاع البلاد لسيطرة حكومة دمشق. وتكشفت تحديات في مارس آذار عندما هاجم موالون للأسد القوات الحكومية، مما أدى إلى هجمات انتقامية قتل فيها مسلحون إسلاميون مئات المدنيين من الأقلية العلوية، مما أثار إدانة أمريكية شديدة.

وظل الشرع لسنوات زعيم الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في الصراع السوري. وانضم أولا إلى القاعدة في العراق، حيث أمضى خمس سنوات في سجن أمريكي. وألغت الولايات المتحدة مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الشرع في ديسمبر كانون الأول.

وتتضمن معظم قوانين العقوبات التي أقرها الكونجرس، بما في ذلك حزمة عقوبات صارمة على سوريا أعلنت في 2019، بندا يسمح للرئيس بتعليقها إذا رأى أن في ذلك مصلحة للأمن القومي الأمريكي.

ورحب أعضاء من كلا الحزبين في الولايات المتحدة بهذا الإعلان.

وقالت السناتور الأمريكية جين شاهين، كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لصحفيين إن الولايات المتحدة لديها فرصة لدعم سوريا ولبنان. وقالت “من المهم لنا أن نوفر الفرصة لإبقاء تلك الدول تتحرك بطريقة تبقي إيران وروسيا بعيدتين”.

وقال السناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي جراهام في بيان إنه “يميل بشدة” لدعم تخفيف العقوبات في ظل الظروف المناسبة.

وأضاف “قد تكون هذه الحكومة التي تم تشكيلها حديثا في سوريا استثمارا جيدا، وقد تمهد الطريق لتوحيد سوريا، وجعلها جزءا مستقرا بالمنطقة. ومع ذلك، هناك الكثير يجب معرفته قبل اتخاذ هذا القرار”.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة
اترك تعليقا