قال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، إن مشاركة الشارقة كضيف شرف في الدورة الـ30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، كانت “مميزة وفريدة” وعكست عمق العلاقات الثقافية بين المغرب والامارات.
وأكد السيد العامري، خلال لقاء صحفي نظم أمس الأربعاء على هامش فعاليات الدورة الـ 16 لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، أن البلدين سيواصلان تعزيز هذا التعاون الثقافي من خلال برامج متنوعة.
وبعدما ذكر باستضافة المغرب في نونبر 2024 كضيف شرف الدورة الـ 43 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أشار السيد العامري إلى أنه سيتم تعميق التعاون عبر برامج وأنشطة تتوخى تعزيز المشاركة المغربية في الدورات المقبلة.
كما أبرز أن هذه الدينامية المشتركة تؤسس لشراكة ثقافية طويلة الأمد، هدفها مد جسور التلاقي بين المشرق والمغرب، وتكريس الثقافة رافعة للحوار والتقارب بين الشعوب.
وعلاقة بالدورة الـ 16 لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، أوضح السيد العامري أن هيئة الشارقة للكتاب حرصت خلال هذه الدورة على تقديم برامج متكاملة تلامس جميع الجوانب التربوية والترفيهية للأطفال، وذلك بتوجيهات من الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، لافتا إلى أنه تم تصميم برامج نوعية تتناسب مع جميع الفئات العمرية، تشمل، أنشطة للأطفال بمختلف أعمارهم ، وبرامج توعوية للآباء والأمهات، وورشات متخصصة في صناعة كتاب الطفل.
وأضاف أن المهرجان ليس مناسبة إماراتية محلية فقط، بل منصة عالمية متعددة الثقافات، جمعت مشاركين من أكثر من سبعين دولة، “كل منهم حمل معه فكره وأدبه وطريقته في التعبير، وهذه التعددية ليست مجرد تنوع، بل هي مصدر ثراء فكري وثقافي، يغني الأطفال ويزرع فيهم حب الاكتشاف والانفتاح على الآخر”.
وقال السيد العامري إن التحدي الأكبر الذي نواجهه هو كيفية إقناع الأطفال بأهمية القراءة في عصر التكنولوجيا، سواء تم تقديم المحتوى عبر الأجهزة اللوحية أو الصور أو الرسوم المتحركة أو التجارب العلمية، مؤكدا أن المنظمين يعملون بكل جهد على جعل التعلم الأكاديمي وتعلم القراءة والكتابة عملية محببة للناشئة، من خلال إبراز الجمال الفكري والخيالي الذي تحتويه الكتب، والذي ينقلهم إلى عوالم جديدة ومثيرة.
وحول معرض الرسوم المتحركة الذي انطلقت فعالياته اليوم الخميس، أبرز السيد العامري أن الإقبال الكبير الذي شهده المهرجان في دورة العام الماضي، خاصة ورشات العمل المتعلقة بالرسوم المتحركة، دفع المنظمين إلى تخصيص أيام خاصة لهذا المجال في المهرجان .
وبخصوص إمكانية تنظيم دورات للمهرجان خارج إمارة الشارقة، في دول عربية أخرى أو جزء من الفعاليات في دولة عربية معينة، قال العامري” نحن منفتحون تماما على هذه الفكرة، بل ونرحب بها، ومنفتحون على تبادل الخبرات والتعاون الثقافي”.
وأضاف “نتوفر بالفعل على برامج ثقافية متعددة ننفذها حول العالم، على غرار مشروع لتعليم اللغة العربية في المدارس الثانوية بميلانو بإيطاليا، وبرنامج خاص باكتشاف وأرشفة المخطوطات والعملات العربية القديمة، وغيرها”.
وتستمر فعاليات الدورة الـ 16 لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه “هيئة الشارقة للكتاب” تحت شعار “لتغمرك الكتب”، إلى غاية 4 ماي الجاري، بمشاركة دور نشر متخصصة في أدب الطفل من عدة بلدان عربية وأجنبية.
وتشهد هذه الدورة تنظيم مجموعة من الجلسات النقاشية التي تثري ثقافة الحضور، وتتناول واقع النشر بشكل عام وفي مجال أدب الأطفال بشكل خاص، إلى جانب بحث سبل تشجيع عادة القراءة وتجاوز تحديات صناعة الكتاب في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى معرض متنقل ومسرحيات وورشات عمل.
