لا أحد ينكر أنّ عملية اختيار التخصص الجامعي أو المسار الجامعي المناسب هو قرار مصيري، ويتوقف عليه اتجاه حياتك المهنية بأكملها، فلا يقتصر فقط على مجرد اختيار مسار مجالك التعليمي فقط، بل يتجاوز تلك الحدود، فهو عامل مؤثر في رحلتك المهنية والأكاديمية بأكملها.
يجب التروي في اتخاذ هذا القرار المصيري
يقول اختصاصي التنمية البشرية، سعد مصطفى لـ”سيدتي”: “إن اختيار التخصص الجامعي للطالب من أهم القرارات المصيرية في حياة الطالب المقبل على دخول الجامعة، لذلك يجب التروي في اتخاذ هذا القرار المصيري، فاختيار التخصص المناسب يؤدي إلى الرغبة في التعلم، وبالتالي الإبداع، الأمر الذي ينعكس على أداء الطالب، سواء في حياته الجامعية أو حتى بعد التخرج، فكثير من الطلبة قد قاموا بتغيير تخصصاتهم خلال فترة دراستهم الجامعية؛ بسبب عدم اقتناعهم بالتخصص، وهذا ناتج بالدرجة الأولى عن عدم اختيار التخصص المناسب، أو لسوء اختيارهم، وأدى ذلك إلى تأخير تخرجهم في الجامعة”.
ويمكنك بالسياق التالي التعرف إلى كيفية إدارة الوقت وأولويات الطالب الجامعي
المقصود بالتخصص الجامعي المناسب
يقول سعد مصطفى: “التخصص الجامعي، ويُعرف أيضاً بمصطلح المسار الجامعي، هو حقل الدراسة الذي تختاره في الجامعة، وهو اختيارك لتخصص لديك اهتمام وشغف به، فيتحول هذا الاهتمام والشغف بعد ذلك إلى طموح ونجاح فيما بعد، وبسبب ميولك وحبك لهذا المجال والتخصص، ستصبح أكثر تفوقاً فيه وقادراً على تحقيق أهدافك التي تطمح إليها في المستقبل”.
نصائح تساعدك في اختيار التخصص المناسب
لابد أن تحدد تخصصك أولاً، فتخصصك هو حياتك، فلا تختار تخصصاً بناء على رغبة أحد والديك مثلاً، أو تقليداً لأحد أصدقائك أو أفراد عائلتك.
ابحث عن التخصص الذي يتوافق مع قدراتك ورغباتك.
تعرّف بشكل دقيق إلى جميع التخصصات والمسافات التابعة لكل تخصص.
تعرّف إلى جميع المجالات التي يمكن العمل بها بهذا التخصص.
اطلع على فرص العمل المستقبلية والتخصصات الأكثر طلباً.
تحدث مع الخريجين السابقين واستطلع آراءهم، وقم بجولات في الجامعات المرشحة.
أهمية اختيار التخصص الجامعي المناسب
إن اختيار التخصص الجامعي في وقت مبكر يمكّن الطالب الجامعي من الحصول على السبق في برامج من خلال استكمال المتطلبات الأساسية الصحيحة من البداية.
الرضا المهني والإنجاز.
إن النجاح في اختيار التخصص المناسب يدفع الطالب لتنفيذ جميع مهامه المهنية وأعماله برضا وبارتياح وسعادة، بالتالي يكون أكثر قدرة على تحقيق النجاح وتقدير الذات والشعور بالإنجاز.
يكون سبباً رئيسياً في تحقيق النجاح الأكاديمي.
إن اختيار التخصص الجامعي المناسب يعني أن الطالب سيكون قادراً على تجاوز الصعوبات الدراسية والابتكار به والتميز فيه بمختلف مراحله.
يساعد الطالب ويؤهله على التطور الشخصي والمهني له.
إن الاختيار الصحيح يعني السعي الدؤوب لمواكبة أحدث التطورات على الصعيدين الشخصي والمهني؛ نتيجة لاهتمام الطالب به، وسعيه دائماً للتطوير من مهاراته وقدراته.
تحقيق الطموحات والاهتمامات والرغبة الذاتية.
دليل على الاهتمام والشغف، والذي سيؤدي إلى وجود التحفيز الكافي للعمل في مجال يطور من قدرات الطالب.
وضوح رؤية الطالب، ودراسة متطلبات التخصص بالمعرفة والفهم.
الحصول على فرص كبيرة للتدريب.
يؤدي للحصول على درجات أكاديمية عالية، مما يزيد من الثقة بالنفس.
تحديد المسار الوظيفي المستقبلي للطالب، مما يجعله قراراً حاسماً بالنسبة له.
وبالسياق التالي يمكنك التعرف إلى: كيف تستعدين لأول عام في الجامعة؟
خطوات لاختيار التخصص الجامعي المناسب لك
استكشف التخصصات المهمة في سوق العمل
لابد من اكتشاف التخصص والمجال المطلوب بسوق العمل بالقطاعات، والتعرف إلى نسبة الطلب عليها والمؤهلات العلمية الأكاديمية اللازمة للعمل فيها، وتحديد مزايا وعيوب كل تخصص، ووضع تلك المعلومات ضمن جدول لتسهيل المقارنة بينهم، ولابد أن تختار تخصصاً يوفر الأمن الوظيفي، حتى إن لم يكن في نفس مجال التخصص؛ لكي يتعرف الطالب إلى المستقبل المهني لكل تخصص يهمه، إلى جانب تتضيق فرص الاختيارات؛ حتى لا يتشتت الذهن بالاختيارات.
تعرف إلى نقاط الضعف والقوة لديك
فمعرفة نقاط الضعف والقوة لدى الطالب ضرورية في عملية اختيار التخصص الجامعي المناسب، فقد نجد أحد الطلاب مثلاً نقاط قوته حبه وشغفه بالتعلم والتكنولوجيا، ولكن المستوى الخاص به في الرياضيات ليس جيداً، وهي من نقاط ضعفه، فإما أن يزيد من قدراته في الرياضيات ويدرس التخصصات الهندسية، أو يختار تخصصات مشابهة أقل جهداً له مثل البرمجة.
اختر التخصص بالتعاون مع متخصص أكاديمي
المتخصص الأكاديمي يستطيع أن يفيد الطالب بخبرته في الاختيار المناسب؛ وذلك لأن لديه الخبرة الكافية في تحليل مهارات الطالب الشخصية والتخصص المناسب له والتي قد لا يعرفها.
حدد شغفك وميولك
اختيار التخصص الجامعي المناسب يحتاج من الطالب وبشكل أساسي إلى تحديد ما يريده من دراسته، وإن كان ليس لديه أي شغف؛ فلا بد أن يلجأ لكتابة مهاراته وقدراته ومطابقتها مع هذا التخصص الموجود ضمن الجدول، فذلك سيساعده بالتأكيد على اختيار التخصص الجامعي المناسب بشكل كبير.
لا تفرط في التوتر والخوف
عندما يشعر الطالب بالتوتر أو الحيرة في اختيار التخصص في غالب الأحيان، يتخذ القرارات غير الصحيحة، لذلك لا تستسلم للتوتر والتفكير بأنه قرار مصيري ولا يمكن تصحيحه بل العكس؛ يمكنك إعادة الكَرّة لكي تختار تخصصك المناسب.
تعرف إلى قدراتك ومهاراتك
يقول سعد مصطفى: معرفة القدرات لدى الطالب في مرحلة اختيار التخصص الجامعي المناسب غاية في الأهمية، وهي إما قدرات مادية أو شخصية، كالآتي:
القدرات المادية
فمن المهم وضع ميزانية مالية يختار الطالب على قدرها التخصص المناسب له، أو في حال إصراره على تخصص عالي التكلفة، فالبحث ضروري عن المنح الدراسية المتاحة والتسجيل فيها.
القدرات الشخصية
أي اهتمامات ومهارات ونجاح الطالب في مجال معين؛ أي تكون لديه مهارة التواصل مع الآخرين وحب المساعدة، ولديه القدرة على الحفاظ على سرية المعلومات، فلا شك أن تخصص علم النفس هو تخصصه المناسب.” عن مجلة سيدتي”.
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )