في خطوة جريئة وغير مسبوقة، أطلق شاب صحراوي نداء استغاثة موجهًا إلى الملك محمد السادس، طالبًا منه التدخل لإنقاذه وعائلته من الظلم والقهر الذي يعانيه داخل مخيمات تندوف. يُعد هذا الشاب من أبرز الأصوات التي انتفضت ضد قيادة جبهة البوليساريو، حيث خرج عن صمته بعد سنوات من استغلاله كأداة طيّعة لتنفيذ أجندة الجبهة في الداخل والخارج.
هذا الشاب، الذي كان حتى وقت قريب جزءًا من منظومة البوليساريو، انقلب على قادتها بعد أن أضحى شاهدًا على الفساد المستشري داخل المخيمات. وعبر منصات التواصل الاجتماعي، كشف عن معاناة الصحراويين داخل المخيمات، مسلطًا الضوء على قضايا حساسة وملفات خطيرة طالت قيادة البوليساريو وزعيمها إبراهيم غالي.
ورغم الضغوطات المتعددة التي واجهها من قطع الرزق وسلب الممتلكات إلى فبركة الملفات القضائية، أظهر الشاب الصحراوي صلابة وإصرارًا على فضح الفساد والممارسات القمعية التي يتعرض لها سكان المخيمات. لم تقف محاولات إسكات صوته عند هذا الحد، حيث تم منعه من السفر خوفًا من أن يصبح صوتًا معارضًا في المحافل الدولية، ليُفرض عليه السجن المقيد مع وقف التنفيذ والإقامة الجبرية.
في نداء عمّمه على أصدقائه وأقاربه، طالب الشاب بتمكينه من مغادرة المخيمات إلى أوروبا عبر تأشيرة إلى إسبانيا، مهددًا بخطوة تصعيدية تتمثل في توجيه نداء استغاثة علني إلى الملك محمد السادس من داخل المخيمات إذا لم تتم تلبية مطلبه. هذه الخطوة، إن تمت، قد تشكل نقطة تحول خطيرة تؤثر ليس فقط على موقف البوليساريو، بل قد تكون لها تداعيات كبيرة على النظام الجزائري الذي يدعم الجبهة.
من هنا، يتعين على المجتمع الدولي التدخل لحماية هذا الشاب وضمان سلامته، ودعوة لتشكيل لجنة دولية لمتابعة قضيته وتأمين خروجه الآمن هو وعائلته من المخيمات التي تحولت إلى سجن مفتوح يتعرض فيه المعارضون لكل أشكال القمع والتنكيل.