في ظل العناية المولوية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لمغاربة العالم، يبرز إقصاء هذه الفئة من الإحصاء الذي تشرف عليه المندوبية السامية للتخطيط كمسألة تستدعي الوقوف عندها بجدية. إن مغاربة العالم يشكلون جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمملكة. إقصاؤهم من الإحصاء يعد تجاهلاً لمساهماتهم الكبيرة في تنمية البلاد.
هذا الإقصاء يعكس نقصًا في التقدير لأهمية مغاربة العالم. هؤلاء يسهمون بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تحويلاتهم المالية. كما ينقلون المعرفة والخبرات، ويعززون صورة المغرب في الخارج. هذا الإقصاء يتناقض مع التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على ضرورة إشراك جميع المغاربة في عملية التنمية الشاملة.
إقصاء مغاربة العالم من الإحصاء يثير تساؤلات حول مدى شمولية ودقة البيانات التي يتم جمعها. هذه البيانات يفترض أن تكون أساسًا لوضع السياسات العمومية. تجاهل هذه الفئة المهمة قد يؤدي إلى سياسات غير متوازنة وغير عادلة. هذه السياسات لن تعكس الواقع الحقيقي للمجتمع المغربي بكل مكوناته.
علاوة على ذلك، فإن إدراج هذه الفئة في الإحصاء هو بمثابة خطوة نحو تطبيق مقتضيات المادتين 17 و18 من دستور 2011. كما يعزز حق مغاربة العالم في التصويت والتمثيل داخل قبة البرلمان. هذا الإجراء يعزز حقوق المواطنة الكاملة لمغاربة العالم. كما يضمن مشاركتهم الفعالة في الحياة السياسية والوطنية. لذا، ندعو إلى تنزيل الفصلين 17 و18 على أرض الواقع لضمان تحقيق العدالة والمساواة لجميع المغاربة.
ندعو المندوبية السامية للتخطيط إلى إعادة النظر في منهجية الإحصاء. يجب ضمان إشراك مغاربة العالم في هذه العملية الحيوية. كما ندعو إلى فتح نقاش عام وشامل حول كيفية تحسين عملية الإحصاء. يجب أن تكون أكثر شمولية وعدالة. هذا يعكس التنوع الحقيقي للمجتمع المغربي ويعزز الوحدة الوطنية.
إن إشراك مغاربة العالم في الإحصاء ليس فقط مسألة عدالة، بل هو أيضًا ضرورة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. هذه التنمية يجب أن تعكس تطلعات جميع المغاربة داخل الوطن وخارجه.
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )