إسبانيا تحتفل بعيدها الوطني بعرض عسكري مهيب في مدريد

احتفلت إسبانيا يوم 12 أكتوبر بعيدها الوطني، المعروف باسم “يوم هيسبانيداد”، وهو أحد أهم المناسبات الوطنية التي يتم الاحتفال بها في البلاد. وشهدت العاصمة مدريد عرضًا عسكريًا مهيبًا شاركت فيه مختلف فروع القوات المسلحة، بما في ذلك القوات البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى وحدات من الحرس المدني. وعلى الرغم من هطول الأمطار الغزيرة التي هددت بتعطيل الاحتفالات، فقد تمكن المشاركون من استعراض القوات والمعدات العسكرية على طول “باسيو دي لا كاستيلانا”، أحد أشهر الشوارع في مدريد.

الملك فيليبي السادس حضر العرض العسكري إلى جانب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز وكبار الشخصيات السياسية والعسكرية في البلاد. وخلال الحدث، برزت الأميرة ليونور، وريثة العرش، وهي ترتدي زيها العسكري للمرة الثالثة، بعد التحاقها بالخدمة في الأكاديمية البحرية. حضور الأميرة ليونور يعكس دورها المتزايد في الحياة العامة في إسبانيا، حيث يتم إعدادها لتولي واجبات ملكية مستقبلية. وكان ظهورها محط أنظار الجماهير والإعلام.

يوم هيسبانيداد هو مناسبة وطنية ذات جذور تاريخية عميقة، حيث يحتفل الإسبان بذكرى اكتشاف كريستوفر كولومبوس للعالم الجديد في عام 1492. يعد هذا اليوم فرصة لتعزيز العلاقات الثقافية بين إسبانيا والدول الناطقة بالإسبانية في أمريكا اللاتينية، والتي تربطها بإسبانيا علاقات تاريخية وثقافية قوية. يتم خلال هذا اليوم تسليط الضوء على الإرث الإسباني، ويعتبر مناسبة لتعزيز الروح الوطنية والشعور بالفخر الوطني.

الاحتفالات لم تقتصر فقط على العرض العسكري، بل شملت أيضًا فعاليات ثقافية واجتماعية في مختلف المدن الإسبانية. وفي مدريد، نظمت فعاليات ثقافية وفنية في الميادين العامة، حيث شاركت الفرق الشعبية في تقديم عروض الفلكلور والرقصات التقليدية. كما شهدت الأمسية عروضًا للألعاب النارية التي أضاءت سماء العاصمة.

ورغم الأجواء الاحتفالية، لم تكن المناسبة خالية من بعض الجدل السياسي. فبينما حضر كبار المسؤولين الحكومة الحدث، كانت هناك دعوات من بعض القوى السياسية في إقليم كاتالونيا لمقاطعة الاحتفالات، تعبيرًا عن رغبتهم في تحقيق الاستقلال عن إسبانيا. هذه الدعوات تعكس التوترات المستمرة بين الحكومة المركزية في مدريد والحركات الانفصالية في بعض الأقاليم.

يُذكر أن يوم هيسبانيداد يحتفل به منذ أكثر من قرن، ويعتبر مناسبة لاستعراض قوة إسبانيا العسكرية ودورها التاريخي في العالم. لكن على الصعيد المحلي، يستغل الإسبان هذا اليوم أيضًا للتأمل في الوحدة الوطنية وسط التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد.

إقرأ أيضا…

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة