مشاريع مهيكلة بإقليم خنيفرة في مختلف المجالات

شهد إقليم خنيفرة، خلال السنوات الماضية دينامية تنموية بفضل الأوراش المفتوحة والمشاريع المهيكلة التي ثم إنجازها لتعزيز الدينامية التنموية للإقليم في مختلف المجالات. وقد عرف الإقليم إطلاق العديد من المشاريع المهيكلة على مختلف المستويات والنهوض بالبنية التحتية، وتوفير الخدمات الضرورية للساكنة، نظراً لتميزه الجغرافي، والترابي الاستراتيجي الهام وبالمؤهلات الطبيعية والبشرية التي جعلته كإقليم جبلي له جاذبية مهمة وآفاق نمو واعدة.

ويبدو جلياً أن الإقليم من خلال هذه المشاريع يتطلع إلى تعزيز طموحه وإشعاعه المحلي وتعزيز البنيات التربوية والتكوينية ليصبح قوة جذب سياحي بفضل مؤهلاته الطبيعية المتنوعة وتراثه الثقافي الأمازيغي اللامادي الغني والمتنوع.

ويهدف برنامج التنمية الحضرية لمدينة خنيفرة، إلى الارتقاء بالمدينة كقطب متكامل وقاطرة للإقليم، وتكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها بتنزيل عدد من المشاريع المهيكلة، التي تهم بالخصوص النهوض بالبنيات التحتية، وتوفير فرص الاستثمار وتحقيق التنوع على مستوى الخدمات، بما يحقق التنمية التي تستجيب لانتظارات الساكنة.

ومن بين هذه المشاريع مشروع إحداث قطب جامعي مندمج من شأنه أن يحقق قفزة نوعية في مجال اقتصاد المعرفة وخلق دينامية تنموية حقيقية، حيث سيشيد على مساحة تقدر بحوالي 58.31 هكتار قابلة للتوسعة.

وفيما يخص برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية في العالم القروي، فالإقليم يتوفر على شبكة من المدارس الجماعاتية، وأيضاً يتوفر على عدد كبير من وحدة من المدارس الأولية التي تم إنشاؤها لفائدة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 سنوات.

وبخصوص مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم، فقد ثم إعطاء دفعة قوية لبرامج المبادرة في مرحلتها الثالثة، التي تعطي الأولوية للشباب، حيث ثم إحداث 4 “منصات للشباب” موجهة للاستقبال والإنصات والتوجيه، حيث يجسد هذا المشروع المنجز في إطار محور “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، الاهتمام الخاص للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتمكين الشباب من تحقيق ذواتهم وطموحاتهم، وتزويدهم بوسائل متنوعة تمكنهم من تحفيز روح المبادرة والمقاولة لديهم، وتضمن لهم إدماجا سوسيو-اقتصاديا أفضل.

وفي إطار المشاريع التي تنجزها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفك العزلة والنهوض بصحة الأم والطفل في العالم القروي، تم إنشاء دار للأمومة بجماعة آيت إسحاق، ومستوصف ومدرسة للتعليم الأولي بمنطقة معمر ودار للأمومة بجماعة سيدي لامين ومولاي بوعزة ووامانة لتعزيز العرض الصحي في هذه المناطق الجبلية من الإقليم.

وبخصوص تأهيل وتنمية مدينة خنيفرة خلال الفترة الممتدة بين 2017 و 2021 والتي تهدف إلى تحقيق تنمية حضرية مندمجة ومستدامة للمدينة عبر توسيع وتقوية الطرق الحضرية الكبرى، وإحداث طرق الربط بين الأحياء، وتهيئة الساحات والمساحات الخضراء، بالإضافة إلى تهيئة الأحياء الناقصة التجهيز، والأحياء العتيقة وتهيئة ضفاف وجنبات نهر أم الربيع.

أما فيما يخص قطاع الشباب والرياضة، فقد رصد له مبالغ مهمة لتعزيز القطاع السوسيو ثقافي بالمدينة إضافة إلى تعزيز البنية التحتية للمرافق العمومية. أما على مستوى البنيات التحتية، فقد تمت تهيئة مداخل المدينة، زيادة على إعادة تأهيل شارع المسيرة ضمن الشطر الأول الذي يدخل ضمن البرنامج الإستعجالي للمدينة بتمويل من وزارة الداخلية.

ويهدف برنامج التأهيل الحضري للمدينة إلى تحقيق التنمية الاجتماعية للساكنة، من خلال النهوض بقطاعات الشباب والرياضة من خلال إنشاء عدد من ملاعب القرب، وأيضاً بناء مقر لجماعة خنيفرة، بالإضافة إلى بناء المحجز البلدي، مع تشيد مرآب جماعي، وكذا تهيئة أماكن عمومية، وفي إطار محاربة الجريمة المنظمة واستتباب الأمن داخل المدينة ثم تنصيب كاميرات لمراقبة أهم شوارع المدينة بتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة الداخلية.

وفي مجال السياحة يمثل مشروع تهيئة وتثمين بحيرة أكلمام أزكزا، مشروعاً نموذجياً، ذو القيمة المضافة العالية، ويساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، لا سيما من خلال تثمين إمكانياتها ومؤهلاتها السوسيو-اقتصادية، والمساهمة في خلق الثروات، وإحداث مناصب الشغل، وحماية وتثمين الموارد الطبيعية، والحفاظ على التنوع البيولوجي للبحيرة.

ويشكل بحق مشروع إنقاد وتأهيل وتهيئة منابع أم الربيع، الذي تسير أشغاله إنجازه، وفق وتيرة متسارعة، رافداً حيوياً، ومبادرة نوعية، لرد الإعتبار لهذا الموقع ذي الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، ليصبح بذلك واجهة سياحية مشرقة للأطلس المتوسط.

أما فيما يخص الجانب البيئي، فقد ثم إنشاء مركز طمر وتثمين النفايات ضواحي خنيفرة، هذا المشروع الذي يندرج في إطار البرنامج الوطني لتدبير النفايات الصلبة الذي تسهر عليه وزارة الداخلية ووزارة البيئة، حيث يعد مشروعا إقليميا يحترم المعايير البيئية الدولية المتداولة، ويأتي لمعالجة والتخلص من النفايات واستعمالها في إنتاج الطاقة والمواد الأولية وبالتالي تكملة منظومة تدبير النفايات بإقليم خنيفرة بشكل عصري ومعقلن يحترم كل المعايير البيئية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

أما فيما يخص المجال الفلاحي فقد ثم إطلاق العديد من المشاريع التنموية الجديدة، بهدف تعزيز الفلاحة التضامنية، وتحسين الظروف المعيشية للفلاحين ومربي الماشية، ومتابعة المشاريع التي تم إطلاقها على مستوى الإقليم في إطار مخطط المغرب الأخضر، وإطلاق مشاريع تنموية فلاحية جديدة تندرج في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030”.

بالإضافة إلى إعطاء الانطلاقة لمشروع يندرج ضمن الاستراتيجية الغابوية الجديدة “غابات المغرب” وغرس أشجار الخروب على مساحة 1442 هكتارا، وتهم 12 جماعة قروية، بهدف تثمين الأراضي وتحسين الظروف المعيشية ودخل الفلاحين وإعادة هيكلة هذه السلسلة، من خلال تقوية المهارات والتنظيم المهني، وإطلاق برنامج تنمية سلاسل الورديات.

وقد عرفت سنة 2024 رفع شارة اللواء الأزرق التي تمنحها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، كأول بحيرة طبيعية بالمغرب تحظى بهذا التتويج المرموق، وأيضاً مشاريع أخرى مهيكلة تعرف نسب إنجاز متقدمة أو حظيت بموافقة مختلف الشركاء، وأخرى ستتم مباشرتها عما قريب فور الانتهاء إما من الدراسات أو بعض الإجراءات الإدارية الضرورية؛ ومن بينها: إنجاز خمسة (5) سدود تلية بكلفة 232 مليون درهم بجماعات أكلموس، حد بوحسوسن، تيغسالين، مولاي بوعزة وسيدي اعمر، في إطار البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي.

وتأتي هذه الأوراش التنموية المفتوحة التي عرفها إقليم خنيفرة خلال السنوات الأخيرة، بفضل الجهود الجبارة التي قام بها العامل السابق للإقليم خنيفرة محمد فطاح، الذي قام بواجبه تجاه الإقليم، وشهد له به كل الفاعلين والمواطنين، من خلال الأداء المتميز لرجل فذ، يتميز ببعد نظر، ناهيك عن كونه رجل علم وفكر وثقافة، الأمر الذي جعل منه مصدر ثقة لدى ساكنة عاصمة زيان التاريخية، والتي أعطت نفس جديد لاستثمار المؤهلات الحيوية للمنطقة، والانتقال إلى مرحلة جديدة تهتم بالتجديد في إطار الحفاظ على الطابع الأصيل للمنطقة، الأمر الذي أضحى محفزاً حقيقياً للاقتصاد المحلي الذي يعتمد بشكل أساسي على النهوض بالرأسمال اللامادي في مختلف تجلياته، وجعل الموروث الحضاري والثقافي رافعة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

اقرأ المزيد…


اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

تعليقات ( 0 )

اترك رد